شرعت فرق تحقيق إدارية تابعة لوزارة الثقافة في فحص وتدقيق الميزانيات القطاعية للمديريات الولائية للقطاع. وقالت مصادر مسؤولة إن وزارة الثقافة أمرت بتشكيل فرق تفتيش إدارية، زارت عدة مديريات للثقافة وفي مقدمتها مديرية العاصمة. تعكف فرق، حسب نفس المصادر، على التدقيق في أموال يشتبه في أنها صرفت على مشاريع ونشاطات بطرق مخالفة للقوانين، حسبما وصلت إليه تقارير الوزارة، حيث تركز فرق التحقيق على الأموال التي صرفت منذ 2007، وتتعلق بدعم النشاطات الثقافية وتلك الموجهة لتمويل الجمعيات الثقافية والفكرية في إطار دعم الدولة للمجتمع المدني. وفي سياق متصل، ستراجع لجان التفتيش ما صرف على ترميم وتهيئة وتجهيز هياكل الثقافة، كما لا تستثني التحقيقات الأموال المصروفة في الجانب الاستهلاكي التي كثيرا ما تكون وسيلة لهدر وتبذير الأموال، برأي نفس المصادر. ولا تقل الأغلفة التي ستخضع للتحقيقات عن ألف مليار سنتيم، خصصتها الدولة لقطاع الثقافة، وأهم المديريات التي شددت الوزارة على مراجعة حساباتها نظرا لاستفادتها من أكبر دعم مالي، هي مديريات العاصمة، تلمسان، قسنطينة، ووهران. وتحدثت المصادر عن تمويلات في غير محلها لجمعيات ثقافية، في الوقت الذي تم فيه حرمان أخرى من حقها من دعم الدولة، الأمر الذي أثار استنكارها. وعلى صعيد آخر، تبقى ميزانيات مديريات الثقافة الممنوحة من طرف المصالح الولائية خارج الميزانية القطاعية هي الأخرى محط اهتمام عدد من ممثلي الجمعيات والنوادي الثقافية، على اعتبار أنها عرفت ممارسات كانت وراء انتقادات عدد من المنتخبين خلال دورات المجالس الشعبية الولائية.