مؤسسة لإنتاج "الكاشير" تسيطر على الصفقات أفادت مصادر على صلة بملف التعليم العالي في شقه المتعلق بقطاع الخدمات الجامعية، أن مسؤولين تقرر عزلهم من طرف الوزير محمد مباركي، بتهمة سوء التسيير، وبعد تقارير متضاربة واتهامات متبادلة عجلت بفتح تحقيق من طرف القضاء الذي كشف عن العشرات من قضايا الفساد في مديريات الخدمات الجامعية عبر الوطن، والتي يفوق عددها 38 مديرية ولائية تعمل تحت وصاية الديوان الوطني للخدمات الجامعية. وتفيد المعلومات المتوفرة لدى ”الفجر”، أن استدعاءات وصلت إلى 22 مدير ولائي، والقائمة لا تزال مفتوحة تتحدد حسب شهادات وأقوال من استدعتهم الشرطة بأمر من النيابة العامة، كما ستتحدد صفة كل واحد من أطراف القضية بين شاهد أو متهم حسب الملفات التي بحوزة الأمن، وأمرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتشكيل فرق تفتيش إدارية زارت مديريات الخدمات الجامعية، في مقدمتها مديريات العاصمة الثلاث (شرق، غرب ووسط)، وهي تعكف، حسب نفس المصادر، على التدقيق في أموال يشتبه بأنها صرفت على مشاريع ونشاطات طلابية بطرق مخالفة للقوانين، حسبما توصلت إليه تقارير الوزارة. وتركز فرق التحقيق، حسب نفس المصادر، على الأموال التي صرفت منذ 2010، وتتعلق بدعم المنظمات الطلابية والنوادي العليمة والثقافية والرياضية داخل الجامعة، حيث يشتبه المحققون في صرف أزيد من 200 مليار سنتيم في ترميم وتهيئة وتجهيز 150 حي جامعي عبر الوطن. وأضافت ذات المصادر أن التحقيقات شملت أيضا الأموال المصروفة في الجانب الاستهلاكي. وفي هذا الإطار توصلت أولى التحقيقات إلى أن شركة خاصة بإنتاج ”الكاشير” تسيطر منذ سنوات بالطول والعرض على الخدمات الجامعية عبر الوطن، من خلال حصولها على كل الصفقات، والأدهى من كل ذلك أن ما كانت تورده في سنوات ماضية ارتفع بالضعف ليس بسب زيادة عدد الطلبة وإنما من خلال برمجة تقديم كمية كبيرة من مادة الكاشير للطلبة ومرتين في الأسبوع، وهو ما جعلها تحقق أرباحا بعشرات الملايير على مادة يتركها الطلبة فوق موائد الإطعام أو تجدها مرمية في الغرف. ولا تقل الأغلفة التي ستخضع للتحقيقات عن 5 آلاف مليار سنيتم، خصصتها الدولة لقطاع الخدمات الجامعية، وأهم المديريات التي شددت الوزارة على مراجعة حساباتها نظرا لاستفادتها من أكبر دعم مالي، هي مديريات العاصمة، هران، عنابة، قسنطينة وسطيف، ونقلت مصادر ”الفجر” عن المحققين اكتشافهم تمويل في غير محله لتنظيمات طلابية، وصرف العشرات من الملايير في النشاطات الثقافية والرياضية في الوقت الذي بلغت فيه الآفات الاجتماعية أطنابها داخل الإقامات الجامعية.