”بزناسية” يتاجرون بآلام المرضى ويبيعون الدواء بأضعاف ثمنه لايزال مرضى القلب يشتكون ندرة دواء ”سانتروم” وهو أحد أدوية تخثر الدم الضروري جدا لمرضى القلب والشرايين، خاصة وان فترة النقص هذه وصلت إلى أربعة أشهر، ما جعلهم يقعون تحت رحمة أصحاب ”الكابة” الذين فرضوا منطقهم عليهم.
تشهد عدة صيدليات عبر التراب الوطني ندرة حادة في أدوية الأمراض المزمنة، ومنها دواء ”سانتروم” الذي أضحى غير متوفرا ما أدخل المرضى في متاهة مغلقة للبحث عنه، ليجدوا أنفسهم في آخر المطاف بين يدي أصحاب ”الكابة” الذين يستغلونهم أبشع استغلال، ما جعلهم يطلقون شكاويهم للسلطات المعنية لعلها تجد حلا للوضع خاصة وأن صحتهم وحياتهم على المحك بسبب عدم التناول المنتظم لأدويتهم. في هذا السياق، أفاد أحد المرضى أن هذا الدواء بالذات يباع في الصيدليات بسعر 190 دينار، بينما يطلب البزناسية أو كما يطلق عليهم اسم أصحاب ”الكابة” 1500 دينار بالمقابل، وهو ما يعتبره المريض سرقة ومتاجرة بآلام الضعفاء، مستغربا في ذات الوقت عدم تحرك السلطات رغم الشكاوي المتكررة التي أطلقها المرضى بسبب الندرة التي دامت شهور. في الوقت الذي ذكر أحد الزملاء بأنه تحصل على علبة من دواء ”سانتروم” من أحد أصدقائه الذي تكرم عليه بعلبة منه كون أمه مصابة بنفس المرض وتتناول هذا الدواء. في هذا الإطار، كشف تقرير منظمة الصحة العالمية أن الأمراض القلبية الوعائية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم وتشير الاحصائيات إلى أن أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية تسجل في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. فغالبا ما لا يستفيد سكانها من برامج الرعاية الصحية الأولية المتكاملة الرامية إلى الكشف المبكر وعلاج الأشخاص المعرضين لعوامل الخطر بالمقارنة مع سكان البلدان المرتفعة الدخل. فهم أقلّ استفادة من غيرهم من خدمات الرعاية الصحية الفعالة والمنصفة التي تلبّي احتياجاتهم. ونتيجة ذلك، يموت العديد من الأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في سن أصغر بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض غير السارية الأخرى، وغالبا ما تحدث الوفاة خلال السنوات التي تبلغ فيها إنتاجيتهم أعلى مستوياتها. ونوه التقرير إلى أن أغلبية أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها من خلال التصدي لعوامل الخطر مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والسمنة والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار باستخدام استراتيجيات على النطاق السكاني. حيث يحتاج المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى الكشف المبكر والتدبير العلاجي باستخدام المشورة الطبية والأدوية. وعن الندرة المسجلة بالنسبة لدواء ”سانتروم” كان مناع صلاح الدين الناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للصيادلة قد أكد أن سوق الدواء ككل تعرف تذبذبا في التموين ولا يتعلق الأمر فقط بأدوية التخثر الخاصة بمرضى القلب والشرايين والضغط، مرجعا السبب إلى تأخر توقيع رخص الاستيراد حيث لم تحدد احتياجات السوق الوطنية من الدواء لهذه السنة إلا أواخر شهر مارس الماضي وهو ما تسبب في تعطيل دخول الأصناف المفقودة وما زاد من الطين بلة هو الإجراءات الجمركية المعقدة على مستوى الموانئ. يذكر أن وزير الصحة عبد المالك بوضياف طمأن المرضى شهر جويلية الفارط وكشف عن توفر 75 ألف علبة دواء “سنتروم” الموجه للمرضى المصابين بأمراض القلب والشرايين في السوق الوطنية، نافيا تسجيل انقطاعات في هذا الدواء واعترف في ذات الوقت بوجود مشاكل في تأخر وصول بعض الأدوية لمدة أسبوع فقط وليس لمدة شهر أو أكثر. تجدر الإشارة، إلى أن فاتورة استيراد الأدوية تراجعت بنسبة 40 بالمائة خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية بعد أن تم شطب 200 دواء من قائمة الأدوية المستوردة.