يشتكي مواطنون، ومرضي من ندرة بعض الأدوية، وخاصة الأدوية التي تستعمل لعلاج بعض الأمراض المزمنة على غرار مرض القلب والضغط الشرياني، وأدوية أخرى خاصة بالنساء الحوامل، وقال صيادلة، بان بعض الأدوية مفقودة من السوق الوطنية منذ عدة أشهر، ويلجأ بعضهم إلى جلبها من تونس عبر وكلاء صيدلانيين لتوزيعها على المرضي، خاصة الأدوية الضرورية والتي قد تؤدي ندرتها إلى وفاة المريض. يواجه بعض المصابين بأمراض مزمنة معاناة حقيقية للحصول على بعض الأدوية، وخاصة المصابين بأمراض القلب، حيث يشتكي المرضى من ندرة بعض الأدوية في السوق، ويضطر البعض منهم إلى جلبها من الخارج، وخاصة المصابين بمرض القلب والضغط الشرياني، ومنها دواء «سانتروم» لعلاج مرضى القلب، حيث أكد احد الصيادلة أن الدواء مفقود منذ أسابيع وأضاف قائلا «حاليا يستحيل الحصول على علبة من هذا الدواء الذي هو ضروري بالنسبة للمرضي المصابين لأنه يمنع تخثر الدم»، وأضاف الصيدلي بان الندرة بدأت قبل أسابيع و وصلت ذروتها في الفترة الأخيرة بسبب انقطاع التموين بهذا الدواء الذي لا يمكن تعويضه أو إيجاد بديل له في السوق الوطنية لان الدواء الجنيس المنتج في ايطاليا غير مستورد، ولم ترخص الدولة باستيراده طالما أن الدواء الأصلي غير مكلف ويسوق بسعر 150 دينار للعلبة ويؤكد الأطباء بان عدم تعاطي الدواء يعرض صاحبه لمضاعفات خطيرة ة لمرضى القلب، وبالأخص المرضى الذين أجروا عملية جراحية على القلب، حسب قول عضو النقابة الوطنية للصيادلة، وهو ما دفع أطباء إلى الامتناع عن تقديم وصفات ببعض الأدوية المفقودة في السوق، وذكر احد الصيادلة، أن الكثير منهم يقومون باستيراد أدوية من الدول المجاورة في غرار تونس عبر وكلائهم لتلبية حاجيات المرضي, وقال بان جل الصيدليات تعاني من نقص في الأدوية الضرورية الأمر الذي يتطلب تدخل الوزارة الوصية لتوفيرها للمرضى خاصة خلال هذا الشهر، كما يلجأ العديد من المرضى إلى طلبها عبر السوق السوداء، كونها أدوية مستوردة، وغالبا ما تلجأ النساء الحوامل لطلب الدواء من الخارج لتفادي إخضاعهن لعمليات قيصرية. وقال عضو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، شكيب بن جاب الله، بان الندرة ناجمة عن القرار الحكومي في تقليص حجم الواردات من الأدوية، وقال بان النقابة تتسلم يوميا شكاوي الصيادلة لعدم تمكنهم من تزويد المواطنين بالأدوية اللازمة خاصة الدواء المخصص لعلاج الضغط الدموي الموجه للنساء الحوامل، الذي أصبحت ندرته تتسبب في وفاة عدد من المصابات بهذا المرض. وأوضح بن جاب الله، أن الندرة لا تقتصر فقط على دواء «سانتروم» بل تشمل عدة أدوية أخرى على غرار دواء «افلو كارديل» ويدخل كذلك في علاج مرضى القلب، موضحا بان الاضطرابات في التموين بدأت قبل فترة لكنها «تأزمت أكثر في الأسابيع الأخيرة إلى درجة أن بعض الأدوية لم يعد لها اثر في السوق»، مشيرا بان تزامن الندرة مع شهر رمضان الذي تتزايد فيه الحالات المرضية أربك المواطنين وخلف حالة قلق في أوساط المرضى. ولا يستبعد صيادلة، تورط مستوردين في هذه الندرة، وذكر صيدلي بالعاصمة «أن بعض المخابر المستوردة للأدوية تتعمد تسريب إشاعات عن ندرة الأدوية وتقوم بتخزين الدواء لخلق أزمة في السوق قبل طرح الدواء في السوق بالطريقة التي تناسب المورد»، وشدد على ضرورة تكثيف عمليات المراقبة على أماكن التخزين لكشف المتلاعبين بصحة المواطنين. كما يربط صيادلة، بين الندرة التي تعرفها السوق الوطنية والقرار الذي اتخذته وزارة الصحة، بمنع استيراد بعض الأدوية تشجيعا لاستعمال الدواء الجنيس المنتج، ويرى صيادلة بان هذه السياسة قد تأتي بنتائج ايجابية على المدى الطويل بعد 10 سنوات، أي بعد استكمال انجاز المشاريع الاستثمارية و إقامة وحدات جديدة لإنتاج الدواء تسمح بإنتاج ما بين 50 إلى 75 بالمائة من حاجيات السوق، ويرون أن تطبيق السياسة في الوقت الحالي ضرب من الخيال طالما أن الإنتاج المحلي لا يغطي أكثر من 25 بالمائة من حاجيات السوق، وكون اغلب الأدوية التي تدخل في علاج الأمراض المزمنة مستوردة من الخارج على غرار مرضى السكري والقلب والضغط الدموي، إضافة إلى العديد من الأدوية المستعملة في علاج مرضى السرطان.