تعيش المدرسة الجزائرية على كف عفريت من كل جديد يواكب الموسم الدراسي، فبعد الضجة التي رافقت الفترة الصيفية تعارضا وتدريس العامية بالمدارس، تتعالى الأصوات حاليا عن أقلام مدرسية عرضت مؤخرا في محلات بيع الأدوات المكتبية، والتي صنعت في شكل سجائر، ويتساءل الأولياء عن الشخصية التي ستتكون في أبنائهم إذا تواصلت الأمور على ما هي عليه؟. ”التربية والتعليم” هو الاسم الذي يطلق على الوزارة التي وكلت على عاتقها تنشئة الأجيال تربويا وعلميا وثقافيا، لتساهم في هذا السياق وزارات تؤسس للفعل الثقافي وتسوقه، فما قد نعتبره هينا قد لا يكون كذلك للنشء الذي ينساق لكل جديد، فبعد اقتناء أقلام بمختلف الألوان لنتباهى بكراريسنا وأخرى تفوح منها روائح زكية، ها هي أقلام السجائر تنافس الموضة القديمة كشعار للرجولة، أو هذا ما قاله لنا أحد الباعة الذين عرضوا سلعتهم على أحد الأرصفة، حيث تبدو الرقابة منعدمة رغم حساسية السلعة، فهي موجهة لفئة يتشارك فيها الجميع. على هذا الأساس فإن جمعية حماية المستهلك تيبازة ترفع نداءها لوزارة التجارة التي باتت لا تعترف بقيم المجتمع الجزائري حسب رأيها، ما جعل أسواقنا خارقة بكل دخيل من ناحية اللباس والأكل تبعا بالأدوات المدرسية. تعرض بمحلاتنا لوازم مدرسية بها صور فتيات فاتنات موجهة للبنات في الطور الابتدائي، كذلك صور أشهر معنيات البوب عالميا، اللواتي عرف عنهن تعاطيهن للمخدرات وغيرها مما يخالف شريعتنا، لتضاف إليها علامات وإشارات تحمل مدلولات خطيرة، كموضوع العنف والجنس، وإن كانت قد حظيت بواسع الاستهلاك لمعانيها الضمنية، فإن أقلام السجائر تجهر بواحدة من الآفات الاجتماعية، فهل سيتحمل الأولياء المسؤولية بعدم اقتناءها والوزارة الوصية بسحبها، أم أن القرار للطفل الذي ترميه أمواج ”التربية والتعليم”.