مازال الأولياء حتى الساعة يركضون يمينا وشمالا لسد قائمة احتياجات أبنائهم المدرسية من القلم إلى المحفظة إلى الملابس والمآزر، فلم يتركوا الأسواق الموازية ولا بائعي الأرصفة إلا وقصدوهم لاقتناء ما قل وكفى. ويبقى أمل المعوزين معلقا على منحة 3 آلاف دج التي تتفضل وزارة التربية بها عليهم، غير أن حبل أملهم انقطع بعد اشتراط الوصايا البطاقة التركيبية لكل تلميذ معوز حتى يستفيد من المنحة. قرنتها وزارة التربية بالبطاقة التركيبية لتصفية قائمة المستفيدين منحة 3 آلاف دج معلقة.. والمعوزون المتضرر الأكبر يواصل الأولياء جمع قائمة اللوازم المدرسية من القلم إلى المحفظة، في انتظار ما سيطلبه المعلمون من كراريس وكتب. وبين هذا وذاك تبقى الشكاوي تتعالى نظرا للأسعار التي فاقت تصورات الجميع. لم تكن أسعار الأدوات المدرسية معقولة على وجه العموم بعد الجولة التي قمنا بها بأكثر الأسواق شعبية بالجزائر العاصمة، منها سوق فرحات بوسعد، الذي يلقى إقبالا واسعا من قبل المواطنين، ليغتنم التجار فرصة عرض الأدوات المدرسية تماشيا مع الدخول المدرسي، وعلى رأسها الحقائب المدرسية والمآزر التي عرضت بمختلف الأحجام وبنوعيات متفاوتة. وبعد أن استقصينا الأسعار فإن الحقيبة المدرسية الأقل تكلفة تقدرب 1000 دج، ليصرح سمير القصوري، مكلف بالإعلام ونائب أمين عام لجمعية حماية المستهلك، ل”الفجر”، أن أغلب المحافظ يفوق سعرها 2000 دج والسعر الأدنى للمآزر مقدر ب 600 دج، في حين أن المحافظ التي تقدر بسعر 800 دج أو 1000 دج تصنف ضمن النوعية الرديئة، ليرتفع سعر كراس من حجم 96 صفحة في أسواق الجملة إلى 26.50 دج بعد أن كان 14.50 السنة الماضية، حسب ذات المتحدث. وارتفع سعر كراس 288 صفحة من مبلغ 68 بالجملة إلى 87 دج. أما لدى تجار التجزئة فإن كراس بحجم 96 صفحة قدر ب 30 دج وكراس 288 صفحة ب 100 دج. وقد ارتفع سعر المقلمة من 150 دج إلى 200 دج، ليؤكد سمير القصوري أن مثل هذه الأسعار تخص الأدوات الأقل جودة و نوعية، حيث يضطر الأولياء إلى إعادة شراء أغلبها قبل منتصف السنة الدراسية. وفي سؤالنا عن الانتاج المحلي الذي كانت مؤسسة ”ديستريش” تلقى بفضله استهلاكا كبيرا، قال لنا المتحدث ”أن الإنتاج المحلي باستثناء المآزر والكراريس هو شبه منعدم، أما مؤسسة ديستريش فينقصها التحيين في الإشهار والشكل من ناحية متطلبات ورغبات المستهلك”. يصعب على التلاميذ المعوزين أن يجدوا نصيبا في مؤونتهم المدرسية التي ترتبط بمنحة 3 آلاف دج، ليس بغلاء الأدوات المدرسية فحسب، بل بالإجراء الجديد الذي فرضته الوزارة الوصية، الذي يقضي وجود بطاقة تركيبية تثبت بعد التحقيق أن الطفل فعلا معوز، وهذا بعد التجاوزات التي أكدت التحقيقات فيها أن المنحة لم يستفد منها أصحابها بنسبة 100 بالمائة، ليكون هذا تجاوزا خطيرا في حقهم، يضاف إليها تجاوزات بعض من المعلمين الذين يضاعفون قائمة الأدوات المدرسية، لتضبط هذه الأخيرة من قبل وزارة التربية الوطنية في إطار التخفيف من وزن المحفظة المدرسية. وتؤكد مراسلة لمديريات التربية على ضرورة التزام المعلمين بالقوائم الموجهة، حسب الأطوار التعليمة، بعد أن خلقت الحقيبة المدرسية مشكلا صحيا لدى الأطفال، وذلك بإثبات إصابة بعضهم بمرض تقوس الظهر. سمية .ك
المحافظ والحقائب بلغت أسعارا قياسية عائلات تسابق الزمن من أجل توفير اللوازم المدرسية لأبنائها تعيش العديد من العائلات في الأيام الأخيرة حالة من الترقب والتحضير، تحسبا للدخول المدرسي، حيث دخل أرباب العائلات في سباق مع الزمن من أجل اقتناء اللوازم المدرسية لأبنائهم، من القلم إلى المحفظة فقد بات هاجس التحضير قبل أيام لموعد التحاق ابنائهم بمقاعد الدراسة من أجل ربح وتوفير بعض الدنانير، في مواجهة موجة الغلاء، التي قد تعرفها الاسواق والمحلات في بيع اللوازم المدرسية. وحسب الاستطلاع الذي قمنا به ببعض المحلات التجارية بسيدي بلعباس وحتى آراء بعض المتحدثين، فإن الأسعار التي تعرفها هذه الأخيرة تعرف ارتفاعا كبير أو غلاء فاحشا، لاسيما يتعلق بالمحافظ والحقائب المدرسية التي بلغت اسعارها ارقاما قياسية من حيث الغلاء، فقد تراوحت اسعار المحافظ في الأسواق، بين 1500 دج بالنسبة للمحافظ العادية، في حين وصل سعر المحافظ الخاصة بالأطفال في التعليم الابتدائي والتحضيري، والتي تحمل صور الرسوم المتحركة التي تنتشر وسط الاطفال، ومن متتبعيها إلى غاية 2800 الى 4000 دج، بالإضافة إلى المحافظ الخاصة بتلاميذ الطورين المتوسط والثانوي، والتي أغلبها تحمل أسماء ماركات رياضية، فقد بلغ سعرها بين 1900دج إلى 3000 دج. وفي ذات السياق فقد أبان العديد من الأولياء عن رأيهم بخصوص موجة الغلاء التي تعرفها اللوازم المدرسية لاسيما فيما يتعلق بالمحافظ وأكدوا أن العائلات التي يكون لها أكثر من فرد واحد يتمدرسون، قد تجد صعوبة في اقتناء ما يلزمها من أدوات مدرسية في ظل موجة الغلاء وارتفاع الاسعار. وحسب السيدة أمينة، البالغة من العمر 45 سنة، فقد أكدت لنا أنها قد بدأت في اقتناء لوازم أبنائها قبل الدخول المدرسي للتخفيف من أعباء الشراء وتفادي موجة الغلاء، التي تعرفها الاسواق والمكتبات والمحلات، والتي بدأت منذ أسابيع من موعد الدخول المدرسي، مشيرة إلى أنه حتى المآزر تعرف ارتفاعا طفيفا في الاسعار، ويرتبط الأمر بالنوعية فقد تراوحت بين 400 دج، والتي يمكن القول عنها أنها رديئة، وفي المقابل هناك أخرى تباع ب500 دج و600 دج والأكثر غلاء بلغ سعرها 1800 دج. وعلى صعيد آخر، هناك عائلات أخرى تفضل الذهاب إلى نقاط البيع المتخصصة في بيع كل الأدوات المدرسية، بالرغم من الأسعار المرتفعة التي تعرفها هذه الأخيرة بالنسبة لبضائعها المعروضة، وهذا راجع إلى نوعيتها الجيدة، حيث أكد بعض الزبائن أن مثل هذه المحلات بالرغم من الغلاء الذي تعرفه إلا انها على الأقل تعرض أدوات جيدة ومساعدة لأبنائهم، في الوقت الذي يبقى العشرات من العائلات والأولياء من محدودي الدخل بعيدين عن موجة الشراء والتهافت أيام قبل الدخول المدرسي.
فيما يراها التجار فرصة للربح الملابس الجديدة والأدوات المدرسية ترهق ميزانيات العائلات وهران تعتبر العودة إلى الدراسة موعدا اقتصاديا وتجاريا بامتياز بالنسبة للتجار، حيث يتم عرض مسلتزمات الدخول المدرسي في كل مكان بوهران سواء الأسواق الشعبية أوالمتاجر المتخصصة أو الأماكن العامة وحتى أرصفة بعض الأحياء تمت استغلالها من قبل الباعة وهي تكتظ بالزبائن. ونظرا لمصاريف هذه المناسبة فقد بدأت بعض الأسر منذ الأيام الأولى من أوت تبحث عن الصفقات الجيدة بمعنى لوازم مدرسية بأسعار معقولة. ومع ميزانية أرهقتها مصاريف رمضان وعيد الفطر، فإن أغلب أولياء أمور التلاميذ يتوجهون بطبيعة الحال إلى سوق المدينة الجديدة التي تقترح مجموعة متنوعة من اللوازم بأسعار مختلفة في متناول الجميع. ويشتكي العديد من أولياء الأمور الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة المسجل في الأشهر الأخيرة من الرفع المفاجئ لأسعار المستلزمات المدرسية، ويجدون أنفسهم مضطرين للتعامل مع هذا الارتفاع من أجل تمدرس جيد لأبنائهم. ”هذا الارتفاع يمس بصفة خاصة الملحقات واللوازم المدرسية مثل الأقلام الملونة والمقلمات وعلب الرسم و غيرها فيما لم تتغير أسعار الكراريس هذه السنة”، حسبما صرح به أحد التجار بالمدينة الجديدة مقدرا الزيادة في الأسعار ب 20 بالمائة. وفي ما يتعلق بالمآزر فتتراوح الأسعار بين 350 و 600 دينار لتلك المستوردة من الصين وبين 800 و 1500 دج للمآزر المصنوعة محليا، فيما ترتفع الأسعار قليلا بالنسبة للمآزر المستوردة. أما بخصوص المحافظ المصنعة محليا فتتراوح أسعارها بين 1.500 دج و1.800 دج، فيما تصل أسعار بعض النماذج المستوردة إلى 3.500 دج. أما تلك المصنوعة في الصين فتتراوح أسعارها من 600 إلى 1.000 دج. وحسب بائع متجول في المدينة الجديدة فإن ”الطلب يكون أكبر على المنتجات الأسيوية التي تبقى أسعارها تنافسية بالمقارنة مع المنتجات الأوربية وحتى الوطنية” و تباع المقلمات ب 100 و150 و 200 وحتى 400 دج لدى أغلب الباعة المتجولين أوالمحلات المختصة، فيما تباع الممحاة بين 20 و 70 دج والأقلام الملونة التي تتراوح أسعارها بين 50 إلى 400 دج للعبة الواحدة. والملاحظ أن الغالبية العظمى لهؤلاء الباعة بالمدينة الجديدة لا يعرضون الكراريس، ”ففي هذه الفترة أي ما قبل الدخول المدرسي لا يشتري الأولياء الكراريس بل ينتظرون قائمة الأدوات التي يطلبها المعلمون عند الدخول، ولهذا لا يتم تكديس الكراريس في الرفوف من الآن”، يقول احد الباعة. ويقول أحد الأولياء في هذا الخصوص ”بدأنا شراء اللوازم المدرسية في منتصف أوت لنكون جاهزين مع الدخول المدرسي ونحن ننتظر القوائم المقدمة من المعلمين لاستكمال شراء ما تبقى”. وأضاف يقول ”ما يتم إنفاقه كبير جدا خاصة للأسر التي لديها العديد من الأطفال المتمدرسين فليس سهلا بالنسبة لنا بعد ما أنفقناه في رمضان وعيد الفطر وسيأتي عيد الأضحى لينهي من تبقى منها”. وبالنسبة لبعض الآباء والأمهات فالعودة إلى المدرسة تعني أيضا ملابس جديدة على الرغم من أن العديد منهم خبأ بعناية الملابس المقتناة خلال عيد الفطر المبارك. ”لا يمكننا أن نرسل أطفالنا إلى المدرسة بملابس قديمة، فالعودة للدراسة حدث مهم ونريد أن يكون أولادنا بمظهر لائق غير أن هذا أمر مكلف ولكن ليس لدينا خيار”، تقول ربة بيت وبعد اللوازم المدرسية فسيواجه أولياء الأمور مصاريف شراء الكتب المدرسية. ويخشى الجميع هذه اللحظة على أمل أن لا يحمل هذا العام أشياء جديدة وبالتالي تكاليف إضافية. ق.م
المواطن يضرب أخماسا في أسداس الدخول المدرسي وعيد الأضحى يستنفران العائلات البسيطة بوهران شهدت أسعار الأدوات المدرسية ارتفاعا كبيرا عشية الدخول المدرسي، حيث وجد المواطن نفسه مجبرا على اقتناء تلك المواد التي باتت تزيد الجراح عمقا وعجزا في كيفية تغطية كل تلك المصاريف التي توالت وأثقلت كاهل الأسر البسيطة التي ضعفت قدرتها الشرائية بسبب أزمة الأسعار. جاء الدخول المدرسي ليكون الضربة القاضية على جيوب المعوزين. وفي جولة استطلاعية قادت ”الفجر” إلى سوق المدينة الجديدة و بعض المكتبات ومحلات المدينة للتعرف على أسعار مستلزمات الدخول المدرسي، فوجدنا تباينا كبيرا بين الإنتاج المحلي والمستورد والإنتاج الصيني الذي يغزو كل الأسواق، حيث وصل سعر المحافظ المحلية من 900 إلى 1500 دج. أما المستوردة ذات النوعية الرفيعة وتراوحت من 2600 حتى 4000 دج وتراوح سعر المآزر ذات الإنتاج المحلي مابين 700 إلى 900 دج، في حين وصلت المآزر ذات النوعية الرفيعة. وعلى الأغلب تلك المستوردة من تركيا إلى 1800 دينار حتى 2000 دج. ولاحظنا خلال جولتنا إقبال المواطن على السلع المستوردة وعزوفه عن الإنتاج الجزائري والصيني، وهذا أيضا ما أكده أغلب المتسوقين فانه يفضل أن يخسر 1000 دج ويقتني محفظة ومئزر يبقيان لطفله طول العام الدراسي، على أن يشتري بأقل جودة وأقل ثمن ويضطر منتصف السنة ليشتري من جديد. أما عن الأدوات المدرسية فقد سجلت هذه السنة زيادة ب 20 بالمائة، حسب أحد الباعة، حيث وصل سعر كراس 64 صفحة إلى 55 دينارا و96 صفحة ب70 دينارا وكراس 120 صفحة ب 80 دينارا. أما كراس الأعمال التطبيقية فبلغ سعره 150 دينار الحجم الكبير. وتزيد الكراريس المستوردة بفارق 25 إلى 30 دينارا. أما باقي الأدوات كالمقلمة فقدرت الأرخص ثمنا ب 200 دينار والأقلام ب 20 دينارا فما فوق حسب النوعية. وتجدر الإشارة إلى تلك الأدوات التي تشبه اللعب مثل الممحاة والمبراة التي تحمل صورا وأشكالا لرسوم كرتونية وسيارات ودمى وأشكال أخرى تستهوي الأطفال الصغار تتراوح أسعارها ما بين 60 حتى 100 دينار جزائري. أما المدور فبلغ ثمنه 120 دينار. وقد صادفنا أحد الأولياء الذي كلفته محفظة طفله الذي انتقل إلى السنة الثانية ابتدائي 6000 دينار مع المئزر دون الكتب، في حين تصل تكلفة محفظة لتلميذ في الطور المتوسط إلى 7500 آلاف دينار. وتتجاوز محفظة تلميذ الطور الثانوي 8 آلاف دينار حسب بعض الأولياء، فضلا عن الملابس التي تعرض هي الأخرى بأثمان غالية جعلت رب العائلة الذي يملك أكثر من 3 أبناء متمدرسين يحتار في أمره ويضرب أخماسا في أسداس ويفكر في كيفية تجاوز هذه العقبة والتمكن من تغطية كل النفقات.