تشهد محلات وطاولات بيع الأدوات المدرسية حركة تجارية وزيادة في الطلب مع بداية العد التنازلي لاقتراب الدخول الدراسي الجديد، الأمر الذي جعل الأسعار ترتفع نظرا لتزايد معدل العرض وكثرة الطلب، حيث وجد أولياء أنفسهم مضطرين لقبول أسعار التجار الذين تسابقوا لتحصيل أكبر قدر من المكاسب في ظل غياب الرقابة، ليجد المواطن نفسه معلقا من رقبته لتحصيل المستلزمات لأولاده خاصة بعد عطلة صيفية تطلبت مصاريف إضافية لا تفصلنا عن موعد الدخول المدرسي سوى أيام قلائل، حيث تتزداد وتيرة إقبال الأولياء على الأدوات المدرسية والمآزر، لكن نار الأسعار لفحت جيوب بعض العائلات ذات الدخل الضعيف. محافظ "باربي" و"دورا" للفتيات و"سوبرمان" و"باتمان" للذكور في جولة استطلاعية بأسواق العاصمة قامت بها "البلاد" بزيارة بعض الأسواق في ساحة الشهداء والسوق اليومية لرغاية وسوق 12 وجدنا العائلات تتهافت على الطاولات التي تعرض سلعا أقل ثمنا على الموجودة بالمحلات. اشتكت العائلات من ارتفاع تكلفة الادوات المدرسية التي اثقلت كاهلها حيث تعدى سعر المحافظ 1200 لتصل إلى 2000 دج بالنسبة للسلع المستوردة حيث يفضل الأطفال المحافظ التي تحتوي على أعلام المنتخابات الأوروبية وأخرى رسوم متحركة كالسوبرمان وباتمان. أما الفتيات فيفضلن الألوان الزاهية التي تحمل صور "باربي" و"دورا" بالإضافة إلى الأدوات التي اصبحت تجذب الأطفال لاقتنائها والممحاة التي تشبه احمر الشفاه والمبراة التي تشبه المسدس وهذا ما وجدناه في سوق ساحة الشهداء بعدما كانت فيما مضى الأدوات المدرسية بسيطة تخلو من شد انتباه التلاميذ أصبحت اليوم تشتت انتباههم وتركيزهم باللعب بها اكثر من العمل بها، ويفضل الاطفال وضعها في الفم واللعب بها خاصة منها ما يشبه الحلويات كالممحاة والعجينة وحتى أقلام الرصاص الملونة، في الوقت الذي تحذر فيه جمعية حماية المستهلك من خطر تركيبة هذه المواد وما تحويه من مواد تضر بصحة التلاميذ. ونحن نتجول في السوق وقفنا على أسعار الأدوات المدرسية التي عرفت لهيبا وتنوعا. فضلت العائلات التوجه إلى الأسواق الموازية كسوق بومعطى بالحراش وساحة الشهداء لكونها تعرض مختلف السلع وبأقل تكلفة على المحلات التي تشهد ارتفاع أسعارها لاقتناء ما يلزمها لأبنائها حتي صدور القائمة الخاصة بالأدوات التي يقرها الأساتذة لتفادي الوقوع في ضيق مالي بالإضافة إلى الاستعداد المسبق قبيل عيد الأضحي أمام الغلاء الذي تشهده الأسواق حيث سيضطر الاولياء إلى اقتناء كل ما يجب من ملابس جديدة وأدوات مدرسية. وفي هذا الصدد تفقدنا من بعض الطاولات فوجدنا المآزر تتراوح اسعارها بين 800 و200 دينار مع اختلاف نوعها. مقلمة "البارصا" و"الريال" ب100دج إلى 600 دج. خطفت المقلمة التي تحمل صور الرسوم المتحركة أنظار الأطفال الذين كان انتباههم متوجها نحوها حيث بلغ سعر هذه المقلمة بين 100دج و600دج الأمر الذي لم يهضمه الأولياء. قال تاجر محل إن هذه المقلمة كان الإقبال عليها كبيرا وهي محبوبة لدى الاطفال لكونها تحمل صورا لرسوم متحركة التي يتابعونها. بالإضافة إلى بعض المقلمات التي تحمل ألوان المنتخبات الأور،بية كالبارصا والريال والتي يحبها الأطفال الذكور أكثر من الفتيات. من جهة أخرى بلغ سعر الأقلام بين 10دج و50 دج، المبراة ب 100 دينار. عرف سعر الكراريس ارتفاعا ملحوظا إذ بلغ سعر كراس 64 صفحة 50 دينارا، كراس 96 صفحة ب60 دينارا، كراس 120 صفحة ب70 دينارا، وكراس 288 صفحة ما بين 130 و170 دينارا حسب النوعية، كراس الأعمال التطبيقية من الحجم الكبير ما بين 100 و150 دينارا، المقص من 70 إلى 150 دينارت، العجينة ب100دج الي 300دج. وأمام هذه الأسعار التي يجمع الزبائن على أنها نار وأن الزاولي المغلوب على امره لا يستطع اقتناء كل الأدوات كونها تكلفه الراتب بأكمله على تلميذ واحد، فما بالك رب أسرة له ثلاثة أطفال أو أكثر. جمعية حماية المستهلك: زيادة الأسعار بين 10 و15 بالمائة كشف رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفي زبدي ان أسعار الأودات المدرسية ارتفعت مقارنة بالسنوات الماضية بنسبة 10 إلى 15 بالمئة وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار تأثرت بانخفاض سعر الدينار حيث مس هذا الانخفاض كل السلع والخدمات بما فيها الأدوات المدرسية. قال زبدي إن هذا الارتفاع ليس مفاجئا. من جهة أخرى حذر زبدي من بعض المواد التي تشكل خطرا على التلميذ من حيث شكلها او تركيبتها، مشيرا إلى أنها لا تساعد على التحصيل وتأسف لبقائها في السوق الوطنية رغم التحذيرات التي أطلقتها جمعيته. قال زبدي إن على المعهد الوطني لتقييم السلع أن يقنن هذه الأدوات التي أصبحت تهدد سلامة التلاميذ. جمعية "كافل اليتيم" الوطنية تطلق حملة "الحقيبة المدرسية" أمام ارتفاع الأسعار يجد اصحاب الدخل الضعيف والعائلات التي ليس لها رب أسرة نفسها ضائعة لتلبية احتياجات أبنائها للدخول المدرسي خاصة أن بعض المدارس تفرض ارتداء المآزر في الايام الاولى. وفي هذه الظروف تتأهب جمعيات خيرية من أجل مد يد المساعدة لهذه الطبقة. وفي هذا الصدد رفعت الجمعية الخيرية "كافل اليتيم" الوطنية شعار التحدي بإطلاق مشروع الحقيبة المدرسية 2015 تحت شعار "نعاونوهم باش يقراو" سعيا منها لدعم الأرملة عديمة الدخل وذات الدخل المحدود وتخفيف العبء المادي الملقى على عاتقها لمساعدة ابنائها الأيتام ورفع مستواهم التعليمي ودعمهم من أجل مستقبل أفضل لهم. وتزامنا مع الدخول الاجتماعي والمدرسي تحديدا اطلقت جمعية كافل اليتيم بشلالة العذاورة بولاية المدية مبادرة "حقيبة مدرسية لكل اليتيم" حيت سيتم وضع مجموعة من السلل على مستوى جميع مكتبات البلدية لجمع الأدوات المدرسية والمحافظ من أجل تأمين التمدرس لليتيم وستستمرهذه العملية إلى غاية الدخول المدرسي. وأطلقت الجمعيات الخيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة خاصة بجمع التبرعات لمساعدة المعوزين لاقتناء الأدوات المدرسية ومن بين هذه الجمعيات جمعية "ناس الخير" التي تضرب موعدا كل سنة لمساعدة المحتاجين والمعوزين من التلاميذ.