أعلن علماء فرنسيون أنهم عثروا على فيروس عملاق من عصور ما قبل التاريخ في أراضي سيبيريا المتجمدة، وهم يخططون لإعادته إلى الحياة بعد التأكد من أن هذا ”الوحش” الضخم لن يضر أحدا، ويبلغ حجمه 0.6 ميكرون، أي ما يزيد قليلا عن واحد من الألف من الميليمتر، وبالرغم من ذلك فإنه يسمى رسميا ”فيروس عملاق”. ويعتبر هذا الفيروس بمقاسه هذا وحشا بين الفيروسات الأخرى، حيث يحتوي على 523 من البروتينات الوراثية، في حين وعلى سبيل المقارنة، يحتوي جينوم فيروس الانفلونزا على 11 بروتينا فقط. ويعد الفيروس من النوع الرابع من فيروسات عصور ما قبل التاريخ التي وجدت منذ عام 2003، والثاني من قبل فريق الباحثين الفرنسيين، الذين أعلنوا عن الاكتشاف في مجلة الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم. وقال العلماء إنهم عثروا على الفيروس في عينة مأخوذة على عمق 30 مترا في منطقة ”تشوكوتكا” الموجودة في شرق سيبيريا، وهي نفس المنطقة التي اكتشفوا فيها نوعا آخر من الفيروسات العملاقة أيضا من عصور ما قبل التاريخ. على هذا الأساس فإن العلماء يخططون في الوقت الراهن إلى ”إيقاظ” الفيروس، ولكن بعد التأكد أولا من كونه غير نشط ولا يمكن أن يؤدي إلى أمراض للبشر أو الحيوانات. وستتم عملية إحياء الفيروس عن طريق وضعه مع أميبا وحيدة الخلية، والتي ستكون بمثابة مضيفا له، ويقول العلماء عن أهمية ذلك الاكتشاف وأهمية عملية إعادة إحياء الفيروس أن ”هذا الاكتشاف يوحي أن الفيروسات العملاقة متنوعة جدا، ويثبت أيضا أن لها قدرة فائقة على البقاء على قيد الحياة في الأراضي دائمة التجمد لفترات طويلة جدا، وربما لا يقتصر هذا الأمر على نوع معين من الفيروسات، ولكن ربما يشمل الأسر الفيروسية التي لديها استراتيجيات مختلفة في التكاثر، ولذلك قد تكون لها قدرات أيضا على الإصابة بالعدوى، ونحن نخطط لإعادة إحياء الفيروس، للتمكن من معرفة المزيد عنه وعن خصائصه البيولوجية”. يذكر أن عمليات مماثلة قام بها علماء الفيروسات من قبل، فعلى سبيل المثال، في عام 2004 أحيا علماء أمريكيون فيروس الانفلونزا الإسباني الخطير، الذي تسبب في قتل عشرات الملايين من الناس في السابق في مطلع القرن الماضي، وذلك حتى يتمكنوا من معرفة المزيد عنه.