استدعت الخارجية العُمانية، سفير المملكة العربية السعودية لديها، وسلمته مذكرة احتجاج، إثر استهداف طيران التحالف منزل السفير العماني في صنعاء، واعتبرته ”مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف الدولية”. جاء في مذكرة الاحتجاج التي نشرتها ”وكالة الأنباء العُمانية”: ”وإننا إذ نحتج على هذا العمل تجاه سلطنة عمان فإننا نطالب المملكة بتقديم تفسير لهذا التصرّف (غير المقبول) تجاه مصالح السلطنة في صنعاء”. وأضاف البيان: ”لقد حرصت السلطنة منذ بداية هذه الحرب في اليمن أن تعمل بكل ما هو متاح من جهد مساعد للمملكة العربية السعودية وترى أن استمرار هذه الحرب على المدى غير المنظور قد يمثل تهديدا لاستقرار المنطقة، وتتطلع إلى بذل المزيد من الجهد في اليمن بشأن إنهاء الأوضاع الحالية وتشجيع الأطراف اليمنية على الحوار وتحقيق استقرار بلادهم”. كما طالبت الخارجية العُمانية، في بيان لها، بتدخل أممي عاجل لإنهاء هذه الحرب التي تهدد أمن المنطقة. ويشار إلى أنّ اختارت مسقط نأت بنفسها عن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية والذي يشن غارات على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، دعما للرئيس ”عبد ربه منصور هادي وحكومته. وردا على الموقف العُماني، قال العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وقوات الرئيس صالح، لصحيفة الشرق الأوسط المقربة من السعودية، إن التحالف لم يستهدف منزل أي سفير. وأضاف عسيري: ”الغارات التي نفذت في صنعاء، أمس، استهدفت مقر وزارة الداخلية، بعد التأكد من أنها باتت مركزًا عسكريًا تدار منه عمليات الميليشيات المتمردة. وشدد على أن منزل السفير العماني في صنعاء، لم يستهدف من قبل التحالف قطعًا”. وتابع عسيري بحسب التقرير: ”قوات التحالف ترحب بأي تحقيق في نوعية الاستهداف، إذ إن الإنسان قادر في اللحظة الأولى على أن يفرق بين استهداف المواقع بقذيفة هاون، أو بواسطة طائرة حربية”. مقتل 11 شخصا في غارتين للتحالف والحوثيون يسلّمون رهائن عن طريق مسقط وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أنّ غارتين جويتين نفذهما، أمس، طيران التحالف الذي تقوده السعودي على مبنى إدارة الأمن في مدينة القاعدة بوسط اليمن، أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم سجناء ومدنيون وعسكريون، وأصيب 50 آخرون بجروح. وذكر مصدر طبي لوكالة فرانس برس أن استهداف إدارة الأمن في القاعدة حيث يوجد سجن، ”أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم مدنيون وعسكريون وأكثر من 50 جريحا”. وبحسب شهود عيان، شن الطيران غارة أولى على مبنى إدارة الأمن دون أن تتسبب الغارة بأضرار كبيرة، وقام المسؤولون عن السجن بإخلاء سبيل 300 سجين في أعقاب الغارة. وبعد دقائق، شن الطيران غارة ثانية أسفرت عن تدمير المبنى بشكل كامل وسقوط القتلى والجرحى. وذكر الشهود أن أعداد القتلى شملت السجناء، ومسؤولين عسكريين عن إدارة الأمن ومدنيين. وقالت تقارير نشرتها وكالات ومواقع إخبارية، إن طائرة تقلّ وفدا حوثيا وعلى متنها ستة رهائن من جنسيات مختلفة، اثنان منهم من الجنسية السعودية وثلاثة أمريكيين وبريطاني، قد غادرت صنعاء أوّل أمس باتجاه مسقط لتسليم الرهائن إلى الوسيط العماني. وأوضحت التقارير الإخبارية أن الرهائن الستة قد قضوا في الرهن حوالي ستة أشهر. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود تبذلها سلطنة عمان للوساطة بين الأطراف المختلفة وتقريب وجهات النظر بينها، وتأكيدا لجهود السلام التي تنتهجها. وفي شأن ذي صلة، أفادت صحيفة ”الإندبندنت أون صنداي” في تقرير عن الوضع الانساني في اليمن بعنوان ”الحصار السعودي يحرم اليمن من الإمدادات الأساسية”، أعدته إيما غاتين، أنّ الحصار الذي تفرضه الرياض يحرم اليمنيين من أساسيات الحياة. وقد حذرت منظمات إغاثية عاملة في اليمن من نفاد مخزون النفط والإمدادات الطبية الأخرى في غضون أسابيع في المناطق الأكثر تعرضا للقصف. حيث لم تتمكن سوى قطع بحرية قليلة من بلوغ الموانئ اليمنية منذ الحصار الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية، ضمن حملتها العسكرية المستمرة منذ شهر مارس الماضي. وصرّح مارك كاي، مدير منظمة ”إنقاذ الطفولة” العاملة في اليمن، ”إن مخزون النفط المتوفر يكفي لستة أسابيع في شمال ووسط البلاد. وهو ما يهدد بتوقف المولدات الكهربائية بالمستشفيات، حيث اضطر مستشفى الأطفال الرئيسي في الشمال للإغلاق. ومن جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن أكبر بنك للدم في العاصمة صنعاء قد يعرف نفس المصير في خلال أسبوعين.