قبل أسبوعين من إعلان شركة ”آبل” عن أجهزتها الجديدة، ومنها الجيل الرابع لجهازها ”آبل تي في”، تسرّبت أخبار من داخل الشركة عن خطط لبدء إنتاج محتوى فنيّ يعرض حصرياً على خدمتها. وهي تنافس بذلك شركات مثل ”نتفليكس” و ”أمازون” اللتين تنتجان منذ بضع سنوات مسلسلات خاصة بخدماتهما لتجهيز المواد الفنّية عبر الإنترنت. ما يلفت الانتباه، أن قرب دخول ”آبل” عالم إنتاج المواد الفنّية يأتي بالتزامن تقريباً مع إطلاق النسخة الأكثر تطوراً وانفتاحاً من تلفزيونها (جهاز صغير يربط بالتلفزيون العادي، ويستلم عبر الإنترنت خدمة المشاهدة وفق الطلب المدفوعة الثمن). وقد حصد، على رغم سعره القليل نسبياً، وقتاً طويلاً من زمن المؤتمر الذي أقامته شركة ”آبل” قبل أيام. تبدو ”آبل” مصمِّمة على دخول عالم التلفزيون بل تغييره، والى الأبد. صحيح أن محاولاتها الأولى مع الأجيال الثلاثة الأولى من تلفزيونها كانت بنجاحات متفاوتة، لكنّ عزيمتها لم تخفت، وما الجيل الجديد إلا دليل على أنّ الشركة ما زالت تخطط بعيداً، وعينها دائماً على سوق المواد التلفزيونية. تُبيّن التحديثات الجوهرية للجيل الرابع من تلفزيونات الشركة، أن الأخيرة أخضعت أجهزتها السابقة لإعادة تقييم كاملة، إذ يفتح الجيل الرابع، وعلى خلاف الأجيال الأخرى، أبوابه للشركات لتطوير برامج تطبيقية خاصة بالأجهزة، وكما هي الحال مع ”الآيفون” و ”الآيباد”. حيث سيكون من الممكن لمستخدمي هذه الأجهزة التنقّل بين خدمات عدة، ليس من بينها بالضرورة المشاهدة التقليدية للتلفزيون، لكنها في المقابل ستقوي علاقة المستخدم بهذه الأجهزة، بحيث تصبح جزءاً من روتينه اليومي، بخاصة أن استخدام أجهزة التلفزيون هذه، سيكون امتداداً لاستعمال أجهزة ”آبل” الأخرى، وهو ما تحاول الشركة تكريسه، أي خلق عالمها الخاص والأليف لكثر. وبجانب التغييرات الجذرية في الجيل الرابع، ثمة تفاصيل أخرى مثيرة جديدة، خطفت قلوب كثر، فلا تخلو مقالة جديدة عن الأجهزة الحديثة، من الإشارة الى خدمة الأوامر الصوتية المتوافرة في الجيل الجديد، بحيث يمكن مثلاً الطلب من ”الريموت كونترول”، والذي خضع هو الآخر لإعادة تصميم شاملة، أن يبحث لك عن أفلام لتوم كروز، عندها سيقوم الجهاز بتجميع كل أفلام النجم المتوافرة على خدمة المشاهدة وفق الطلب. هذه الخدمة الجديدة، والتي هي أقل أهمية من التجديدات الأخرى، ستكون الدعاية الأهم لبيع هذه الأجهزة حول العالم. لم يخفِ مديرو شركة ”آبل” في الماضي، عدم اكتراثهم بنموذج التلفزيون التقليدي، وبأن المشاهدة وفق الطلب هي المستقبل. كما أنّ إعلان ”آبل” قبل أسابيع عن نيّة الشركة إطلاق خدمة أخبار خاصة بها، هو جزء من خطة تعزّز مكانة الشركة في ما تقدّمه للمشاهد، ولتبعده تدريجياً عن مشاهدة التلفزيون التقليدية. لذلك، لن يكون مستغرباً أن تدخل ”آبل” عالم نقل الرياضة في السنوات المقبلة.