يسعى المخرج الجزائر محمد لخضر حامينا لإعادة تجربته سنة 1975 وحلم التتويج بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، بعد أن توج بها عن فيلمه ”وقائع سنين الجمر”، وها هو يريد أن يكرر الأمر نفسه من خلال ترشيح فيلمه الأخير ”غروب الظلال” على أمل دخول قائمة الترشيحات، وهو الذي سبق له المشاركة كذلك بأفلام ”ريح الرمال” الذي أنجز سنة 1982 و”الصورة الأخيرة” سنة 1987، لكنه أخفق في الوصول إلى الخط الرسمي من الترشيحات. ويروي فيلم ”غروب الضلال” الذي يتم إنجازه في إطار إحياء ”خمسينية” استرجاع استقلال الجزائر، قصة ثورية تدور وقائعها حول 3 شخصيات.. خالد ”البطل”، وهو المثقف الجزائري وابن الصحراء والثائر ضد ظلم المستعمر من أجل استرجاع استقلال بلاده ورائد في الجيش الفرنسي، وكان مقتنعا أن الجزائر يجب أن تبقى فرنسية وبشتى الوسائل، إلى جانب جندي فرنسي أقحم في ”حرب الجزائر” لكنه لا يريد سوى السلم. وتعتبر السينما الجزائرية الأكثر وصولا إلى خط الترشيحات النهائي، حيث تمكنت من الوصول خمس مرات عبر أفلام ”زاد” لكوستا غافراس، ”خارج على القناون” لرشيد بوشارب سنة 2010، و”أيام المجد” لرشيد بوشارب كذلك سنة 2006، وفيلم آخر لنفس المخرج والموسوم ب”غبار الحياة” الذي أخرجه سنة 1995، والفيلم الأخير هو ”قاعة الرقص” للمخرج الإيطالي ايتوري سكولا، والذي مول من أطراف عديدة منها الجزائر. وتعتبر الجزائر الدولة العرية الوحيدة الفائزة بجائزة الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي، وكانت بداية الجزائر مع الجائزة سنة 1969 مع فيل” زاد” للمخرج كوستا غافراس، وهناك كانت الجزائر تستعين بمخرجين أوربيين لتحقيق أفلام هنا بالجزائر، ومن بينهم كوستا غافراس والمخرج الإيطالي الراحل جيلو بنوتيكورفو الذي أخرج الفيلم الذي لايزال لحد الآن مطلوبا بكثرة وتم تصنيفه ضمن أحسن 50 فيلما شهده العالم، وهو فيلم ”معركة الجزائر”. للإشارة تعتبر إيطاليا البلد الاكثر تتويجا بجائزة أوسكار الفيلم الأجنبي، وتشترك هذا العام بفيلم ”لا تكن سيئا” للمخرج كلوديو كاليغاري. وفي الوقت الذي يطمح فيه لخضر حامينة لدخول القائمة الرسمية للترشيحات، تأتي الرتشيحات العربية باهتة، حيث ستشارك 5 دول عربية أخرى بالمسابقة، ولكن المشكل الأساسي هنا يتوقف على مدى قدرة تلك الافلام على منافسة ما هو قادم من الدول الأخرى التي تدخل بأفلام قوية سواء من حيث قوة النص أوالجودة التقنية والإخراجية، فحتى لخضر حامينة استعان بمدير تصوير فرنسي محترف لضمان قوة الصورة وتأثيرها على المشاهد. واختارت المغرب فيلم ”عايدة” للمخرج إدريس المريني، للمشاركة في تصفيات جوائز الأوسكار 2016 لأفضل فيلم أجنبي. وأفاد بيان للمركز السينمائي المغربي بأن الفيلم اختير من قبل لجنة انتقاء ترأسها المخرج أحمد المعنوني. وأوضح البيان أن الفيلم سيمثل المغرب في التصفيات التمهيدية لأوسكار أفضل فيلم أجنبي برسم العام 2016، وذلك وفقا للمعايير التي أقرتها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة. ويحكي الفيلم، الذي تلعب بطولته الممثلة نفيسة بن شهيدة، دراما إنسانية وعاطفية تجسدها معاناة ”عايدة الكوهن”، مغربية الجذور، فرنسية الإقامة، التي تتخذ قرارا بالعودة إلى المغرب كي تعيش أيامها الأخيرة مع المرض الخبيث، وتعيد اكتشاف ذاكرتها وهويتها المتعددة.