مسارعة الأفالان الخطى لتكوين تحالفات سياسية جديدة بعيدا عن غريمه في السلطة الأرندي، عقب رفض هذا الأخير، ولدت خطابا سياسيا ”هجوميا” من الأمين العام لجبهة التحرير الوطني للقريب والبعيد. مثلما هو متفق عليه لدى الملاحظون فإنه ”إذا أصاب الزكام السلطة عطس الأفالان”، فما الذي يجعل سعداني يهاجم مرآته في الموالاة وهو التجمع الوطني الديمقراطي، وهل هناك تباين في الكواليس حول آليات دعم الرئيس التي جاءت في مبادرة الأفالان؟، وبالتالي فإن سعداني أراد تصدر القاطرة دون استشارة غريمه في السلطة، وهذا الصراع الذي خرج إلى السطح جاء قبل أقل من شهرين على انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، فقد أعطت جبهة التحرير الوطني صافرة انطلاق الاستعدادات لانتخابات التجديد الجزئي النصفي للمجلس أول أمس، وهو موعد مرتقب أواخر ديسمبر المقبل، ومع بدء الحراك المكثف في حزب السلطة يسعى عمار سعداني، كسب الرهان بعد أن انهزم قبل سنتين أمام التجمع الوطني الديمقراطي. ويبدو أن هذا التخوف من هيمنة غريمه مجددا على نتائج الاستحقاق بدأت بإطلاق مبادرات ”ظرفية” تبرز في تحالفات جديدة كان يحاول جرّ الأرندي إليها من خلال دعم برنامج الرئيس الذي بدا غامضا عند سياسيين مقربين من السلطة على غرار الأمينة العامة لحزب العمال التي طرحت تساؤلات حول ماهية ”دعم الرئيس” وهل الجزائر تحضر لانتخابات رئاسية حتى يعلن زعيم الأفالان عن مبادرة كهذه لاسيما وأن لا انتخابات مسبقة دون استكمال العهدة الرابعة. ومع رفض أحمد أويحيى، الانخراط في المسعى الأفالاني، في ما يسمى بالجبهة الموسعة، سارع سعداني إلى عقد تحالفات أخرى مع أحزاب ”الصف الثاني” في السلطة مثل تجمع أمل الجزائر الذي أوضح رئيسه عمار غول، أنه وافق مبدئيا على المبادرة، وذكر بأنه التقى عمار سعداني، وتدارسا هذه المبادرة وأن لقاءات أخرى ستجمع قيادة الحزبين لتحديد الكيفيات والأشكال التي تحددها وطرق العمل الكفيلة بإنجاحها، كما أكد بأن تاج سيعطي رأيه في اللقاءات المقبلة مع قيادة الأفالان في الشكل وفي الكيف، وقال أن الحديث الذي دار بينه وبين صاحب المبادرة شمل الفاعلين الذين سيقودون المبادرة من خلال عمل جماعي وتنسيق جماعي، وتحدث عن إمكانية استحداث هيئة لمواصلة العمل. أما وزير التجارة السابق ورئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، فقد صرح أنه لا يزال في انتظار الاتصال من الأفالان والأرندي حول دعم الرئيس، مع تشديده على أن الوزير الأول هو من يملك الأغلبية في الهيكلة السياسية وليس سياسيا آخر، في إشارة إلى حديث سعداني عن أحقيته في قيادة أي مبادرة لأن حزبه يملك الأغلبية. ولم تكن أحزاب الموالاة من تحفظت على دعوات سعداني، بل إنها لم تفتح شهية حنون ولا أحزاب المعارضة الأخرى بعد أن تفطن هؤلاء ل”المناورة”.