انتشرت هذه الأيام حملة إطلاق الشارب في العالم، وزاد من انتشار ها بين أوساط بعض الشبان بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي سلطت الضوء على الأهمية الصحية لهذه الحملة عبر الصور والمنشورات. رغم أن العديد من الشبان في العالم العربي ملتزمون بإطالة الشارب كموضة عصرية، إلا أن القليل منهم يعرف حملة ”موفمبر” الخاصة بالرجال، المتعلقة بالتحسيس من سرطان البروستات الذي يعد ثاني أنواع السرطانات الشائعة بعد سرطان الجلد. سميت الحملة ب”موفمبر” لأنها مشتقة من كلمة نوفمبر مع تغيير أول حرف ليصبح (M)، الذي يشير إلى كلمة شارب (Moustache)، ليصبح المقطع الأول في الكلمة هو (Move)، التي تعني ”تحرك”، وشعارها هو ”الشارب” أحد رموز الرجولة المعروفة عالميا، مثل الشريط الوردي لمكافحة سرطان الثدي لدى النساء. بدأت هذه الحملة سنة 2003، وفي كل عام وفي نفس هذا الشهر، يبدأ الرجال بإطالة شواربهم والالتزام بكافة الفحوصات الطبية اللازمة وإرشاد من حولهم بأهمية تلك الحملة، إذ تشير الأرقام إلى أن الرجال عادة لا يُقبلون على الفحوصات الطبية بشكل دائم. كما أن للعنصر النسائي دورا مهما في هذه الحملة، فيمكن للمتطوعات المشاركة في التوعية من خلال جمع التبرعات للحملة. ولأن سرطان البروستات في مراحله الأولى لا يعطي أي إشارة لابد من التوعية بالفحوصات التي تكشف هذا المرض. أما إذا وصل الداء إلى مراحل متقدمة، فيمكن للرجل أن يلاحظ مجموعة من الأعراض التي ينذر بالمرض ومنها صعوبة التبوّل، أو الحاجة إلى التبول بشكل متكرر، وخصوصاً في الليل، أو ظهور دم في البول، وألم في الورك، والظهر والعمود الفقري، والصدر والأضلاع أو في أي منطقة أخرى أصابها السرطان وانتشر بها وصولاً للعظم، أو ضعف أو خدر في الساقين أو القدمين، أوحتى فقدان القدرة على التحكم بالمثانة أوالأمعاء نتيجة ضغط السرطان على الحبل الشوكي. وهنا تبرز الحاجة للتوعية بالاختبارات التي تساعد على الكشف وبالتالي العلاج المبكر. وفي حال وجود نتائج إيجابية فلابد من التأكد من وجود المرض من خلال الخزعة التي تؤخذ بواسطة إبرة تغرز في البروستات، إذ يتم إزالة قطع صغيرة من غدة البروستات مع الإبرة، ويتم دراسة هذه القطع تحت المجهر للتأكد من وجود خلايا سرطانية وهو اجراء سهل لا يستغرق سوى دقائق.