أبرز الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، بالجزائر العاصمة، الإرادة السياسية المشتركة لكل من الجزائر ومالطا، للعمل على بناء شراكة تعاون معززة. قال سلال، في كلمة خلال لقائه نظيره المالطي، جوزيف موسكات، توسع لأعضاء وفدي البلدين، إن اللقاء ”يشهد على جودة علاقاتنا الثنائية وعلى إرادتنا السياسية المشتركة في العمل بكل طموح على بناء شراكة تعاون معززة وقائمة على الصداقة والمصالح التي تعود بالفائدة على بلدينا، وتابع بأن ”التقدم الذي شهدته المبادلات التجارية خلال السنوات الأخيرة بين بلدينا، وإن كان يدعو إلى الارتياح، فإن مستواه لا يرقى إلى الأهداف الطموحة التي نتوخاها من تعاوننا، لاسيما بالنظر إلى أهمية فرص الاستثمار والأعمال المتوفرة بين بلدينا”. وأشاد الوزير الأول بوجود ممثلية لوكالة ترقية الاستثمارات في الجزائر، معتبرا ذلك ”مؤشرا على المشاركة الاقتصادية التي نقدر أهميتها ومبادرة نشجعها ونلتزم بمرافقتها من أجل ضمان نجاحها في محيط ملائم للاستثمار”، مشيرا إلى أن اللقاءات بين رجال الأعمال الجزائريين والمالطيين، على غرار المنتدى الاقتصادي الذي اعتبر نتائجه الأولية ”إيجابية”، ستسمح ب”فتح آفاق جديدة لشراكة تعود آثارها بالفائدة على اقتصاد بلدينا”، مؤكدا أن الجزائر ومالطا ”تمتلكان مؤهلات وقدرات كفيلة بإضفاء ديناميكية مجددة على التعاون الثنائي في عدة قطاعات تتوفر على مزايا مقارنة”. وأوضح عبد المالك سلال أن مالطا تتميز بخبرة ممتازة في مجالات السياحة وبناء السفن وإصلاحها والبنوك والتأمينات، وكذا في ميدان التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، وهي ”كلها مجالات واعدة يجب استغلال إمكانيات الشراكة فيها بشكل أمثل”، مضيفا أنه يمكن توسيع الشراكة بين البلدين إلى قطاع الطاقة والطاقات المتجددة، وبالإمكان أيضا تطوير علاقات الأعمال في مجالي المحروقات والبتروكيمياء، وعبر عن ثقته في نجاح الشراكة بين الجزائر ومالطا ”طالما أن الإرادة السياسية المشتركة قائمة لتطويرها بهدف تدعيم التعاون الذي يعود بالفائدة على بلدينا”. ... الجزائر ومالطا صانعتا سلم وأمان وأشار سلال إلى فتح قنصلية مالطا بالجزائر، وكذا وضع خط جوي يربط عاصمتي البلدين حيز الخدمة ”قصد تعزيز تنقل الأشخاص والممتلكات في إطار ترقية التبادل الثقافي والتقارب البشري إلى مستوى تطلعات شعبي البلدين”، وواصل بخصوص الجانب الأمني، بأن الجزائر ومالطا اكتسبتا خبرات ”يجدر تقاسمها بما يضمن تعزيز استقرار الفضاء المتوسطي الذي يشكل الأساس الحضاري والبشري لانتمائنا المشترك”، مشيدا بمساهمة البلدين بشكل فعال في مبادرات الوساطة من أجل ترقية السلم، بل وكذلك بهدف رفع التحدي الكبير المتمثل في مكافحة الإرهاب الذي يهدد مصير المجتمع الدولي”. وجدد الوزير الأول التأكيد أن التصدي لهذا الخطر ”يتطلب التشاور الموسع لتحديد الأهداف والوسائل وكذا التنسيق لتجسيدها بشكل فعال في الميدان”، مذكرا ب”نجاح الجزائر في الوساطة الدولية بشأن الأزمة في مالي، واستمرارها حاليا في بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، يقوم على الحوار بين كل الأطراف المعنية من أجل التعجيل بإنشاء حكومة انتقالية في ظل احترام سلامة التراب الليبي”. وتطرق سلال إلى القمة حول رهانات الهجرة التي احتضنتها مالطا مؤخرا، مسجلا أنها تعكس سعي مالطا إلى الوساطة بحكم انتمائها المتوسطي، وروح التضامن والسلم التي تميزها، كون مالطا تعتبر كما يقال ”ملتقى بين عطر أوروبا ونفس إفريقيا”، مبرزا أن الجزائر ”تتقاسم الانشغالات الناجمة عن الهجرة كونها بلد عبور يواجه هذه الظاهرة الحساسة ويعكف على تسويتها في ظل احترام الكرامة الإنسانية”، مسجلا أن هذه الظاهرة ”نشأت عن إشكالية التنمية في القارة الإفريقية الشائكة والتي أصبح من الواجب اليوم معالجة أسبابها العميقة بصفة مستعجلة في إطار تضامن دولي وثيق”.