سيواصل الناخب الوطني كريستيان غوركوف، عمله على رأس العارضة الفنية للخضر، بعد الاجتماع الذي جمعه مع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، أول أمس الثلاثاء، بالمركز التقني لسيدي موسى بالعاصمة، الذي خصص من أجل طي صفحة الخلافات السابقة بين الرجلين. وتضمن الاجتماع الأول من نوعه بين روراوة وغوركوف منذ ما يقارب الشهرين، على تحديد خارطة العمل في الفترة القادمة، والسبل اللازمة من أجل التحضير الجيد لباقي مشوار تصفيات كأس أمم إفريقيا، وانطلاقة تصفيات كأس العالم 2018، حيث من المنتظر أن يستهل الخضر غمار تصفيات المونديال بعد سنة من الآن. استهل الرجلين اجتماعهما الذي جرى مساء أول أمس، بالتعهد على طي الخلافات والعمل معا من أجل خدمة التشكيلة الوطنية، كما جدد رئيس الفاف، محمد روراوة ثقته في خدمات التقني الفرنسي، مؤكدا له أن مسؤولي الكرة في الجزائر يقفون خلفه من أجل ضمان تأهل الخضر إلى الكان والمونديال المقبلين. غوركوف أصر على البقاء ووضع روراوة في موقف صعب وأكد الناخب الوطني كريستيان غوركوف عزمه على مواصلة مهامه، وعدم تقديم استقالته مثلما هدد به سابقا، حيث أوضح لروراوة خلال الاجتماع أنه يريد البقاء، وهو ما ذكرناه في عدد أمس من ”الفجر”، ما وضع رئيس الفاف في موقف صعب، وجعله مطالب بالموافقة على رغبة المدرب الفرنسي، ما دام أن إقالته ستكلف الفاف ماديا، وستكون هزة معنوية لسمعة الفاف. من جانبه، فإن روراوة الذي كان يعلم بأن غوركوف قد يستقيل من منصبه، كان قد أعد خطة بديلة لرحيل مرتقب لغوركوف، لكنه في نهاية المطاف ألغى جميع خططه، واستقر على مواصلة العمل مع غوركوف وفق العقد المبرم بين الطرفين. وبهذا، فإن رئيس الفاف والمدرب غوركوف اتفقا على ضرورة مواصلة المدرب مهمته في هدوء تام، وبثقة كاملة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وذلك من أجل ضمان الاستقرار اللازم للخضر. غوركوف لم يفرض أي شروط عكس ما كان متوقعا، فإن رئيس الفاف ولا المدرب كريستيان غوركوف فرضا شروطا من أجل مواصلة العمل معا، حيث اعتبر روراوة أن الاجتماع الذي جمعه أول أمس مع غوركوف هو اجتماع عمل من أجل ترسيم خارطة الطريق في الفترة القادمة، وليس من أجل وضع شروط، أو دراسة مستقبل العارضة الفنية للمنتخب. ووافق غوركوف على البقاء بالنظر إلى أن رئيس الاتحادية ظهر متسمكا به، عكس ما كان عليه الحال في الفترة السابقة، أين تميزت العلاقة بين الرجلين بنوع من الفتور، وسط تسريبات إعلامية تحدثت عن رحيل مرتقب للمدرب، لكن الأمر لم يحدث. روراوة يتعهد بتوفير كل الظروف اللازمة لنجاح المدرب وفي ختام الاجتماع الذي جمع الرجلين، فإن روراوة تعهد لغوركوف بتوفير جميع الشروط اللازمة له، من أجل النجاح في مهمته المتمثلة في قيادة الخضر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة بروسيا، فضلا عن ضمان مشاركة قوية في كأس أمم إفريقيا 2017، حيث اتفق الرجلين على تحدي نصف نهائي الكان كهدف، لكن الفاف لا يمكنه فسخ عقد غوركوف في حال عدم بلوغ نصف نهائي البطولة الإفريقية ما دام أن فسخ العقد مرتبط فقط بالإقصاء من مشوار التأهل إلى المونديال الروسي. واعتبر غوركوف أنه سيواصل مهمته من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، مشيدا بدعم روراوة له، كما طالبه بضرورة تسهيل مهمته، من خلال حمايته من الانتقادات الصحفية التي شوهت صورته لدى الجمهور الجزائري حسب وصفه، حيث يرى أن ما حدث له بملعب 5 جويلية خلال لقائي غينيا والسينغال سببه الحملة الشرسة التي قام بها الإعلام الجزائري ضده، وعلى الفاف التحرك من أجل التصدي لمثل هاته الحملات مستقبلا. غوركوف يريد التعامل باحترافية أكبر مع الإعلام مستقبلا أوضح المدرب الوطني لرئيس الفاف، بأنه سيواصل الظهور إعلاميا والتواصل مع الصحفيين عبر النقاط الرسمية فقط، من خلال الندوات والمؤتمرات التي تنظمها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، مشيرا إلى أهمية التعامل باحترافية مع الإعلام من أجل تسهيل مهمته، وخدمة مصالح المنتخب الوطني. واعترف غوركوف بأنه قد أدلى بتصريح إعلامي دون موافقة مسبقة من طرف الفاف، وهو الأمر الذي يخالف لوائح الاتحادية، وقد طالب روراوة من المدرب الفرنسي تفادي مثل هاته الخرجات مستقبلا، والتعامل مع الصحافة من خلال القنوات الرسمية فقط. المكلف بالإعلام باق وسافر مع المنتخب الأولمبي إلى السينغال عكس ما روج إليه في الفترة السابقة، حول مطالبة غوركوف من الفاف تغيير المكلف بالإعلام، فإن هذا الأخير باق في منصبه، وقد تم تكليفه أمس من طرف روراوة بالسفر مع المنتخب الوطني الأولمبي إلى السينغال، لمرافقة الوفد في كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، حيث سيواصل عادل حاجي مهمته دون أي تغيير.