تدعمت ولاية باتنة بمشاريع موجهة لبناء سدود وحواجز مائية جديدة، في المناطق التي تعاني من نقص في الهياكل المائية الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتي ظلت علي مدى السنوات العشرين الماضية تشكل أحد المطالب الرئيسية لكل الأرياف والمراكز السكنية الجبلية، وتثني الاهتمام المتزايد للمزارعين وللفلاحين العاملين في حقل الزراعات الشتوية. ذكر مدير الري للولاية ل”الفجر”، أن مشروع سد بستة وثلاثين مليون متر مكعب قد تقرر إنجازه بداية من السنة القادمة في منطقة تاغروت أو عبد الله ببلدية بني فضالة، وسد مماثل بطاقة تلاثة وثلاثين مليون متر مكعب في بلدية أولاد سي سليمان، تبدأ أشغاله في السنة القادمة بطاقة تصل إلي اثني عشر مليون متر مكعب في منطقة بريش ببلدية أولاد عوف. وتندرج هذه البرامج الجديدة في إطار استراتيجية مغايرة أملتها الظروف المناخية المتميزة بالتذبذب وبالاضطراب في مجال التهاطل، الذي قل في السنوات العشرة الماضية وأدى إلى حتمية الاعتماد علي التجنيد الدائم للمياه من خلال تكيف وتوسيع هياكل التخزين المائية ذات القدرات الأكيدة، بدلا من الاعتماد في كل مرة علي المياه الجوفية التي أصبحت مصدرا غير مأمون الجانب وغير ثابت، ويوصل إلى وضعيات لا يمكن الاعتماد عليها أو التحكم فيها. وتجري في بلدية بوزينة، شرق الولاية، أشغال بناء سد جديد بنفس الطاقة من طرف شركة تركية ويدخل مجال الاستغلال على أبعد تقدير في النصف الأول من سنة 2017، ليضاف إلى السدود الكائنة من قبل. مشاريع لإنجاز 11 حاجزا مائيا بالولاية وتحصلت الولاية، في ما يخص الحواجز المائية، علي برنامج تكميلي قررته وزارة الري مؤخرا، ويتضمن بناء أحد عشر حاجزا مائيا بقدرة تصل إلي ستة ملايين متر مكعب للواحد، ليضاف إلى حاجز آخر في منطق واد العرس ببلدية غسيرة بطاقة تقدر بستمائة ألف متر مكعب، وحاجز مائي توشك أشغاله على الانتهاء في بلدية تازولت. وتحصلت الولاية علي برنامج إضافي آخر يحتوي أربعة حواجز مائية ستنطلق دراساتها التقنية في مطلع السنة القادمة. وقد بادرت الولاية من جانبها إلى وضع برنامج طموح يشمل تسعة عشر منقبا للمياه لتوصيل المياه الصالحة إلى التجمعات السكنية الريفية والجبلية، والتي توجد في حالة معاناة شديدة في التزود بالمياه الصالحة، وتم استنادا للمدير الولائي للري تعيين المناطق التي تقام فيها هذه المناقب أو ما يعرف بالآبار الارتوازية ومد قنوات تربط بينها وبين الخزانات. وتتوزع المناقب التسعة عشر على بلديات المعذر وأولاد فاضل وبومية وواد الطاقة ولازرو ورأس العيون وقصر بلزمة ودوفانا وبولهيلات وعزيل عبد القادر وثنية العاد ومنعة وتيمڤاد ومروانة وشير، بينما يجري مد قنوات جديدة لربط ثلاثة وعشرين منقبا منتشرة في تجمعات ريفية بعدة بلديات. وتقدر الشبكة الجديدة بستة آلاف متر طول وتصل قدرة كل منقب بين العشرة وخمسة عشر لتر في الثانية. وهناك برنامج استثنائي يجري التحضير لانطلاقه ويخص ثلاثة آلاف متر طولي لربط المناقب بالخزانات وبرنامج مقترح للسنة القادمة يتعلق بأربعة آلاف متر طولي. وتحتاج باتنة التي تعد من الولايات الكبرى والشاسعة من حيث المساحة وعدد السكان وعدد البلديات، إلى برامج إضافية من السدود الصغيرة والمتوسطة الحجم، والتي تتناسب مع الوضعية الجيوفيزيائية للمنطقة المتميز في جزء كبير منها بالطابع الجبلي، حتي يمكن التغلب بشكل حقيقي وعملي على نقص المياه، سواء المخصصة للشرب أو سقي الأراضي الزراعية، علاوة على النقص الفادح في المياه الجوفية المرتبطة بكميات الأمطار التي تتساقط سنويا.