خنشلة - أكد وزير الموارد المائية عبد المالك سلال يوم الأحد بخنشلة على أن مسألة الأمن المائي أصبحت تشكل إستراتيجية في اقتصاديات وأمن البلدان في الألفية الحالية. وأشار إلى أن الجزائر من هذا الجانب "تعد في مأمن نظرا لما تتوفر عليه من موارد مائية سطحية وباطنية فضلا عن السياسة المنتهجة لتحلية مياه البحر في العديد من الولايات الساحلية". وأوضح سلال خلال زيارة عمل إلى هذه الولاية بأن التموين بالماء الصالح للشرب أصبح يلبي الاحتياجات في كل مدن البلاد لاسيما في ظل المشاريع الكبرى التي أدرجت للقطاع في مختلف برامج التنمية المحلية مذكرا بالمشروع الضخم أو مشروع القرن المتمثل في إيصال المياه من عين صالح إلى تمنراست. وبعد أن ذكر بالمشاريع العديدة المسجلة في المخطط الخماسي 2010-2014 عبر ولايات الوطن وأن عدد السدود سيصل إلى 90 سدا في آفاق 2016 منها 13 سدا انطلقت أشغال بنائها في سنة 2010 وكذا بلوغ حجم استغلال 56 مليون متر مكعب من مياه البحر المحلية دعا سلال إلى ضرورة انتهاج العقلنة في تسيير المياه وذلك بإدخال المزيد من التقنيات الحديثة في كيفية التحكم في المياه على مستوى المدن الكبرى والحد من تسربات المياه. كما شدد على العناية بالتطهير عن طريق إنشاء المزيد من محطات التصفية للمياه المستعملة في المدن والقضاء على التلوث البيئي الناجم عن المياه المستعملة. وأكد سلال على الدور المنوط بمؤسسة "الجزائرية للمياه" في توزيع هذه المادة التي يكثر عليها الطلب في فصل الصيف واعتماد برامج الحصص دون حرمان أحياء على حساب أخرى داعيا المواطنين إلى وجوب تسديد مستحقات استهلاك المياه باعتبارها تشكل موردا ماليا في الدخل لفائدة هذه المؤسسات التي تشغل الكثير من الأيدي العاملة. و بشأن ولاية خنشلة التي تعرف نقصا في التموين بالماء الصالح للشرب أكد سلال بأن تعليمة أعطيت لرفع طاقة التموين انطلاقا من سد كدية لمدور بباتنة من 20 ألف متر مكعب إلى30 ألف متر مكعب لسد هذا النقص فضلا عن الخزانات التي تتوفر عليها خاصة بمنطقة بقاقة. وعن النقص الملحوظ بالمنطقة الجنوبية لهذه الولاية أكد وزير على أهمية المشروع الذي سينطلق قريبا لتحويل أزيد من 6 مليون متر مكعب في السنة من سد بابار (42 مليون متر مكعب) إلى هذه الجهات إلى جانب برمجة سد بالولجة وإنجاز عديد الآبار الجوفية بهذه المنطقة التي يغلب عليها الطابع الصحراوي. وكان لوزير الموارد المائية نشاط ميداني حيث أشرف بقايس على وضع حجر الأساس لبناء محطة تصفية المياه المستعملة ستتكفل بإنجازها مؤسستين مشتركتين الأولى شركة تجهيزات الري للجزائر العاصمة ومؤسسة أشغال عمومية خاصة وذلك في آجال حددت ب17 شهرا وتسمح بعد استلامها بسقي 100 هكتار قابلة للتوسيع إلى 150 هكتار في آفاق 2035. وتفقد الوزير مشروع إنجاز سد تاغريست ببلدية يابوس الذي عرف تأخرا في إنجازه بسبب النزاع حول الملكية العقارية للخواص. وبعين المكان حث الوزير على الإسراع بتسوية الوضعية وإنهاء الأشغال المحددة ب 30 شهرا من طرف مؤسسة كوسيدار. ويقدر حجم المياه التي سيحجزها هذا السد عند استلامه ب7 مليون ونصف متر مكعب ستوجه لسقي 200 هكتار منها أزيد من 1 مليون متر مكعب لدعم التموين بالماء الصالح للشرب لفائدة عديد التجمعات السكنية التي يتوسطها هذا السد. كما تفقد مشروع الحاجز المائي بمنطقة الزيريز وآخر لتصفية المياه عن طريق أحواض الترسيب ببلدية طامزة للتحكم في المياه السطحية. كما عاين سلال بمدينة خنشلة مقر الولاية بعد أن وضع حجر الأساس لبناء المقر الجديد لمديرية الري بالمنطقة الحضرية السكنية الجديدة خزانين للمياه الأول بسعة 5 آلاف متر مكعب والآخر قيد الاستلام بطاقة 3 آلاف متر مكعب لدعم ماء الشرب عبر عديد الأحياء السكنية بالمدينة.