أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، عبد المجيد سنوسي بريكسي، ببرشلونة، أن وحدها المشاريع المهيكلة على غرار المنشآت ذات البعد الإقليمي كفيلة بتعزيز الاندماج والانسجام الإقليمي في حوض المتوسط. وأوضح مصدر دبلوماسي مقرب من الملف أن بريكسي، أشار خلال اجتماع غير رسمي جرى في جلسة مغلقة وضم ممثلين عن البلدان الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، إلى أن ”وحدها المشاريع المهيكلة على غرار المنشآت ذات البعد الإقليمي الكفيلة بتعزيز الاندماج والانسجام في حوض المتوسط ومنح آفاق واضحة وواعدة لمواطنينا”، وعدد المبادرات والمشاريع سيما منها محطة تحلية مياه البحر بغزة التي قدمت فيها الجزائر دعما ومساهمة مالية، وكذا الطريق السيار المغاربي الذي وبعد استكماله سيكون مشروعا للاندماج المغاربي، مشيرا إلى أنبوبي الغاز مع أوروبا اللذين أنجزتهما الجزائر عبر بلدين جارين، وكذا مشروع الطريق السيار العابر للصحراء، وخط الألياف البصرية فضلا، عن مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، وأعرب عن أمله في أن تكون السياسة الجديدة للجوار الأوروبي مكيفة وجامعة وشاملة ومكملة للتعاون الثنائي والإقليمي. أما بخصوص ظاهرة الهجرة التي عرفت أوجها خلال الأشهر الأخيرة بسبب الأزمات التي تعرفها المنطقة المتوسطية، أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية أن سياسة الهجرة تتطلب مقاربة شاملة ومدمجة تجمع بين احترام الكرامة الإنسانية ومكافحة الشبكات الإجرامية للاتجار بالبشر، وتعزيز التعاون بين بلدان المصدر والعبور والوجهة، ”كما تمر عبر تسوية النزاعين السوري والليبي”، وأعرب عن أسفه ”لأنه وبعد عقدين من الشراكة في إطار مسار برشلونة ثم في إطار الاتحاد من أجل المتوسط، لم يتم تسجيل أي تقدم ملموس بخصوص النزاع في الشرق الأوسط”، مشددا على ضرورة تكثيف جهود الوساطة لإنشاء منطقة متوسطية هادئة وخالية من النزاعات. وأضاف سنوسي بريكسي، أنه ”أبرزت المساهمة الفعالة والبناءة للجزائر في صياغة سياسة الجوار الأوروبية الجديدة القائمة على الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والانسانية”، موضحا أنه ”لقد أبرزت أيضا المكانة التي تحتلها ترقية علاقات الجوار كعقيدة للدبلوماسية الجزائرية”. وقد شارك في هذا الاجتماع غير الرسمي الذي ترأسه كل من رئيس الدبلوماسية الأردنية، ناصر جودة، ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موغريني وحوالي 20 وزيرا ووزيرا منتدبا.