تحدث صباح أمس، الأمين العام لمكتب وزارة الثقافة، اسماعيل أولبصير، عن ترشيد النفقات بقطاع الثقافة، وكذا الاستراتيجية التي تبنتها الوزارة، بعد دخول الجزائر في سياسة تقشفية ناجمة عن انخفاض أسعار البترول. وأكد اسماعيل أولبصير، لدى استضافته في الحصة الصباحية ”ضيف التحرير” بالقناة الإذاعية الثالثة، أن وزارة الثقافة ”تبنت استراتيجية جديدة ترمي إلى ترشيد النفقات والتوجه نحو سياسة استثمارية”، مضيفا أن الجزائر اليوم مجبرة على دعوة المستثمرين الجزائريين والأجانب لمشاركتها في تنشيط وتطوير الحقل الثقافي الجزائري”. وأشار الأمين العام بوزارة الثقافة، اسماعيل اولبصير، لدى حديثه إلى الاستراتيجية المعمول بها في قطاع الثقافة بدول الجوار، على غرار المغرب حيث يجني قطاع الثقافة هناك حوالي 40 مليون دولار سنويا من مداخيل قطاع السينما فقط، ويعود هذا إلى حقوق تصوير الأفلام بالمغرب، وقال أولبصير في هذا الشأن أنه بالجزائر ”قطاع السينما مربوط فقط بمداخيل التذاكر، والأفلام التي تخرج كلها ممولة من طرف الدولة”، وفي هذا الشأن أكد أولبصير أن ”على الجزائر إعادة دراسة استراتيجيتها، وإعادة توزيع الدعم المالي المخصص لكل قطاع من حقل الثقافة بالجزائر”، مضيفا أن بالجزائر اليوم نشهد فشل سلسلة صناعة السينما، والتي أكد أنه من الضروري إعادة تشغيلها”. وأعطى أولبصير خلال مروره بالقناة الإذاعية الثالثة، بعض الأرقام الخاصة بقطاع الثقافة الجزائري، على غرار ارتفاع ميزانية الوزارة بنسبة كبيرة منذ سنة 2000 إلى يومنا هذا، والتي قدرت ب800 بالمائة، وفسر المسؤول هذا الارتفاع بكون القطاع عرف منذ مطلع سنة 2000 استثمارا كبيرا في قطاع الثقافة الذي قال أنه كان من واجبنا ومن الضروري تطويره.وذكر أيضا أولبصير، بتصريح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي كان قد أكد أن وزارة الثقافة ستقوم بمراجعة مخطط المهرجانات الذي يصل حاليا إلى 176 مهرجان، وأكد أولبصير أن الوزارة ستحتفظ بالمهرجانات القيمة والتي تخدم الثقافة الجزائرية، فيما سيتم التخلص وإيقاف المهرجانات عديمة المستوى والتي صرفت عليها الملايين والتي لا تقدم أي إضافة للثقافة الجزائرية. وفيما يخص الرقابة المالية والشفافية في تسيير الأموال الطائلة التي تصرف على الثقافة بالجزائر، قال اسماعيل أولبصير أن العملية تسير بكل ”شفافية” بالرغم من تسجيل بعض التجاوزات في البعض من المهرجانات. وعن مدى نجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، أكد أولبصير أن التظاهرة ناجحة في مجملها، خاصة فيما يخص البرمجة، وأضاف أولبصير أننا لا يمكننا التكلم عن فشل خاصة أنه تم تشييد منشآت تحتية قيمة بمدينة الجسور المعلقة، والتي من ضمنها أن تضفي لمسة إيجابية على الساحة الثقافية القسنطينية. وكشف أولبصير عن ضرورة إنشاء وتشييد مكتبات للمطالعة بكل بلديات الوطن، وأبرز المتحدث أن العملية تعد رهان وزارة الثقافة الجزائرية، ولم تصل إلى المستوى المرغوب فيه، ومن أجل ذلك قال أولبصير أن جزءا من الميزانية الخاصة بتطوير قطاع الثقافة سينفق من أجل تشييد مرافق جديدة. وختم اسماعيل أولبصير الأمين العام لدى وزارة الثقافة، حديثه بالقناة الإذاعية الثالثة، بالقول أن الجزائر في السنوات الأخيرة أرادت ان تكتسب مكانة على الساحة الفنية والثقافية العالمية، خاصة على المستويين العربي والإفريقي، وقيم أولبصير مسار قطاع الثقافة في السنوات الأخيرة بالإيجابي، خاصة أن القطاع اكتسب خبرة كبيرة في التسيير وعزز منشآته التحتية بكل أقطار الوطن، ونجح على مستوى التسويق الثقافي وخدمة الثقافة الجزائرية التي تطورت حسبه في جميع قطاعاتها.