استضافت العاصمة الفرنسية، باريس، أمس، رؤساء دول وحكومات ومسؤولي أكثر من 150 دولة حول العالم، في ظروف أمنية استثنائية وحراسة مشدّدة، بينهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، في إطار مؤتمر الأممالمتحدة ال21 حول التغييرات المناخية. وبعد مراسم استقبال قادة الدول والحكومات، افتتح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المؤتمر الذي يستمر أسبوعين ويهدف إلى إعداد الاتفاق الأول الذي تلتزم بموجبه المجموعة الدولية بخفض انبعاث الغازات الدفيئة من أجل الحد من ارتفاع حرارة الغلاف الجوي إلى درجتين مئويتين مقارنة بالفترة ما قبل الحقبة الصناعية. ومن المنتظر أن يصل مدينة لوبورجيه، نحو 40 ألف شخص. ونقلت رويترز قول هولوند لصحيفة 20 دقيقة ”إن مستقبل الإنسانية على المحك في هذا المؤتمر. سيقسو التاريخ في حكمه على رؤساء الحكومات إذا أضاعوا هذه الفرصة في ديسمبر. وتأتي هذه المحادثات بعد سنوات من المفاوضات الشاقة التي اتسمت بإخفاق قمة كوبنهاجن قبل ست سنوات، ولكن ملاحظين يجزمون بأنه سيتم خلال هذا المؤتمر التوصل إلى اتفاق، وهو ما سيعتبر حدثا تاريخيا. ويشار إلى حدّة الضغوط لخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، التي تعد أهم الأسباب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث حذر علماء المناخ وناشطون بيئيون ورجال الدين بينهم مثل البابا فرنسيس، من الظاهرة وضرورة تكاتف الجهود لاحتوائها. ويقول معظم العلماء إن الفشل في الاتفاق على إجراءات قوية في باريس سيدفع بالعالم صوب متوسط درجات حرارة مرتفعة بشكل لم يحدث من قبل لتجلب معها عواصف أكثر فتكا وموجات جفاف متكررة أكثر وارتفاع منسوب مياه البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية. أوباما يكرم ضحايا اعتداءات ”باتاكلان” قبيل القمة وفي شأن متصل، أعلن البيت الأبيض الأمريكي، أمس، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كرم ضحايا هجمات باريس بعد فترة وجيزة من وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس لحضور القمة، حيث زار بمعية الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند موقع مسرح باتاكلان الذي شهد هجمات إرهابية بحر الشهر الحالي. وقال البيت الأبيض إن الرئيس أوباما وضع زهرة عند الموقع ثم وقف صامتا وقد طأطأ رأسه ثم انصرف بعد ذلك، دون الإدلاء بأية تصريحات. وبشأن القمة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن التوصل إلى اتفاق دولي يلزم الدول الغنية والنامية بمحاربة الاحتباس الحراري يعني ”أن يكون بإمكاننا التأكد من أننا نفعل الصواب من أجل الأجيال القادمة”.