انطلقت اليوم الاثنين بالعاصمة الفرنسية باريس قمة الأممالمتحدة للمناخ في دورتها 21 والتي تستمر الى غاية 11 ديسمبر المقبل بحضور أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة بينهم الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إضافة إلى نحو 20 ألف مشارك من مندوبين وخبراء وصحافيين وممثلي منظمات غير حكومية. وعلى مدار 12 يوما، سيحاول المشاركون في هذه القمة التي ستعقد في ضاحية لوبورجيه، شمال باريس، إعطاء نفس جديد لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، أحد أكبر تحديات القرن الحادي والعشرين، وسيتحدثون عن الأمن الغذائي والمياه، لما يشكلان من تهديد للبنى التحتية والنشاطات الاقتصادية في مختلف دول العالم، لاسيما البلدان الفقيرة.
ويريد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والذي قام بحملة دبلوماسية كبيرة من أجل إنجاح هذه القمة، التوصل لاتفاق دولي يوقعه 195 بلدا في ختام أعمال القمة في 11 ديسمبر، وذلك بعد ست سنوات من مؤتمر كوبنهاغن الذي كانت نتائجه مخيبة.
ومن المتوقع أن يحل الاتفاق الجديد محل "بروتوكول كيوتو" في العام 2020، علما أن هذا الأخير لا يشمل سوى 15% من الانبعاثات العالمية ولم تصادق عليه الولاياتالمتحدة، كما أنه لا يعني البلدان الناشئة، وخلافا لقمة كوبنهاغن 2009، باتت الولاياتالمتحدة والصين، المسؤولتان عن 40% من الانبعاثات، مهتمتان بالتوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص، وبالإضافة إلى التزامات البلدان بتخفيض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة التي تعد السبب الرئيسي للاحتباس الحراري، من المرتقب أن يرسم الاتفاق المقبل إطارا عاما ملزما للسنوات العشرين أو الثلاثين المقبلة.
وتجري قمة المناخ 2015 وسط تعزيزات أمنية مشددة فرضتها حالة الطوارئ المعمول بها في فرنسا منذ اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر التي قتل فيها 130 شخصا، والتي تسببت بإلغاء بعض الفعاليات التي كان من المفترض إجراؤها على هامش القمة.