* سعر برنت مزيج ينخفض ب 17 سنتا عشية الاجتماع تتجه أنظار الجزائريين غدا إلى الاجتماع التاريخي لمنظمة ”أوبك” الذي يعقد في ظل صراعات بين الدول الأعضاء بسبب اختلاف المصالح في ظل تهاوي أسعار البترول وعلى الجزائر الدفاع بشراسة على مطلبها، وهو خفض إنتاج المنظمة بنحو 2 مليون برميل كي تستقر الأسعار. يرى مراقبون أن اجتماع اوبك الذي سيعقد غدا لن يخرج بقرارات لصالح الجزائر، أن سعر برميل البترول سيواصل التراجع، حيث أن النتائج ستكون لصالح الدول الخليجية التي تمتلك القوة داخل المنظمة، إذ تنتج أزيد من 50 بالمائة من إجمالي إنتاج المنظمة، وعليه من المرجح أن تختار مواصلة الإنتاج عند مستويات قياسية من أجل الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة المنتجين من خارج المنظمة. وإن حدث ذلك فإن الاقتصاد الجزائري مهدد بالإفلاس كما توقعت له عدة مؤسسات مالية دولية على رأسها البنك وصندوق النقد الدوليين. ويأتي هذا الاجتماع بعد عام تقريباً من قرار المنظمة التاريخي الذي قادته السعودية بعدم دعم الأسعار وقفز فيه المعروض النفطي عن الطلب، بينما تبلغ المخزونات مستويات قياسية تقارب ثلاثة مليارات برميل. وتحتاج ”أوبك” لخفض الإنتاج اليومي بنحو 2 مليون برميل، وذلك لكبح الانخفاض السعري للنفط. ويحبس العالم أنفاسه في الوقت الذي تغيرت فيه أسعار النفط خلال الفترة الماضية، إذ تخلى برميل النفط عن مستوى 45 دولاراً، بانخفاض نسبته 60٪ منذ جولية 2014. ويرجح ذوي الاختصاص أن الدول الخليجية لن يتخلى عن سياسة المحافظة على الحصص، رغم الخسائر الفاضحة التي تكبدتها”. وكانت السعودية ألمحت الأسبوع الماضي إلى أنها مستعدة للتعاون مع منتجين آخرين للنفط لتأمين استقرار في السوق ودعم الأسعار. وسبق لفنزويلا، العضو بالمنظمة، أن حذرت من تدني سعر النفط إلى 20 دولاراً للبرميل في حال عدم خفض الإنتاج. ويعتقد خبراء أن الأسعار ستبقى، كما هي لسنتين على الأقل، إلى حين استعادة الاقتصاد العالمي عافيته، ما قد يؤدي إلى إخراج كميات إضافية من النفط المرتفع الكلفة من الأسواق؛ وبالتالي تعزيز موقع نفط ”أوبك”. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن أسعار النفط الحالية غير مستقرة وما يتحكم بالسوق، الآن هو العرض، متوقعاً تحسن الأسعار مع مطلع العام 2016. ومن المتوقع إجراء مشاورات بين أوبك والمنتجين غير الأعضاء قبيل اجتماع المنظمة. وقال ”نوفاك” في تصريحات صحفية سابقة عن اجتماع أوبك القادم، ”إن روسيا لن تشارك في اجتماع أوبك لأنها ليست عضواً في المنظمة، مضيفاً أنها إذا تمت دعوتها ستشارك في الاجتماعات التي تتم على هامش المؤتمر بجانب الدول الأخرى غير الأعضاء في المنظمة”، ومن جهتها توقعت كريستين لاغارد، مديرة صندوق النقد الدولي، أن يبقى النفط على أسعاره الراهنة لسنوات مقبلة. وكان عبدالله البدري، الأمين العام ل”أوبك”، أعرب في أكتوبر الماضي عن ثقته بأن سوق النفط ستستعيد عافيتها في 2016، بسبب زيادة الطلب، وانخفاض إنتاج الدول غير المنضوية تحت لواء المنظمة. ومن جهته، تراجع سعر نفط القياس الأوروبي مزيج برنت في تعاملات اليوم الأربعاء، منخفضا 0.12٪ إلى 44.25 دولار للبرميل. بينما هبط سعر الخام الأمريكي إلى 41.58 دولار للبرميل أي بنسبة 0.685 عن جلسة أمس الBول الثلاثاء. وتأثرت الأسعار برهانات على أن منظمة البلدان المصدرة للبترول ”أوبك” لن تخفض إنتاجها لتقليص تخمة المعروض عندما تجتمع لتحديد سياسة الإنتاج في وقت لاحق هذا الأسبوع في حين ارتفع الخام الأمريكي بدعم توقعات بانخفاض المخزونات. وعاد النفط إلى الانخفاض بعد مخاوف من تعثر اجتماع منظمة أوبك بالخروج بقرار لخفض الإنتاج دون التعاون مع منتجين كبار مثل روسيا. حيث تراجع سعر مزيج برنت 17 سنتا أو 0.4 بالمئة إلى 44.44 دولار للبرميل عند التسوية. وأنهى الخام الأمريكي الجلسة مرتفعا 20 سنتا أو 0.48 بالمئة عند التسوية إلى 41.85 دولار للبرميل. وتصر أوبك على مواصلة الإنتاج بقوة رغم الضغوط المالية الناتجة عن ذلك، والتي لم تفلت منها حتى السعودية التي تقود سياسة المنظمة بما يثير قلق الأعضاء الأقل نفوذا الذين يخشون هبوط الأسعار صوب 20 دولارا للبرميل. ولن يتسنى تبني تغيير جذري في السياسة إلا إذا شارك منتجون كبار من خارج المنظمة، لاسيما روسيا في خفض منسق للإنتاج. وبانتهاء الاجتماع دون الخروج بقرار لخفض الإنتاج يعني بدء انهيار الأسعار العالمية للنفط وفتح الباب أمام مستويات 35 دولارا و30 دولارا خلال الفترة القادمة.