* أسعار البترول تنهار إلى ما دون 40 دولارا للبرميل تؤيد روسيا رسميا المطلب الجزائري داخل أوبك الداعي إلى خفض الإنتاج بغرض رفع الأسعار التي يشكل تراجعها في السوق العالمية ازمة مالية خانقة أدت إلى استنفار الحكومة والإعلان عن سياسة التقشف بداية من 2016. وجاء هذا على لسان وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، الذي أعلن أن ”أوبك” مستعدة لإجراء مشاورات مع روسيا بغرض تقييم الموقف في سوق النفط، منوها إلى عدم وجود موقف مشترك داخل ”أوبك” تجاه خفض إنتاج النفط، وهو المطلب الجزائر لرفع الأسعار. قال نوفاك للصحفيين على هامش قمة مجموعة ”العشرين” في أنطاليا يوم الاثنين 16 نوفمبر، إن متوسط أسعار النفط العالمية ستستقر عند مستوى 50 إلى 60 دولارا للبرميل على المدى المتوسط. وتوقع نوفاك أن تضيق الفجوة بين العرض والطلب العالمي على النفط تدريجيا، مضيفا أنه يمكن التخلص من فائض المعروض في النصف الثاني من العام المقبل. وتشهد ”أوبك” انقسامات حيال سياستها فيما يتعلق بمسألة خفض الإنتاج لدعم أسعار النفط التي تراجعت بأكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي، إذ تقترح الجزائر وإيران وفنزويلا دعم الأسواق عبر خفض إنتاج الخام. بينما تقوم السعودية بدعم استراتيجية متمثلة في المحافظة على مستويات الإنتاج للدفاع عن الحصة السوقية بدلا من خفضها لدعم الأسعار. وكانت السعودية قد قادت تغيير الاستراتيجية مدعومة بالأعضاء الخليجيين الآخرين الأغنياء نسبيا العام الماضي، لكن دولا أخرى مثل فنزويلا وإيران والجزائر لها تحفظاتها وواصلت الدعوة إلى خفض الإنتاج. كما توقع نوفاك أن يبلغ إنتاج روسيا، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، من النفط 533 مليون طن في العام الحالي. ويشار هنا إلى أن إنتاج روسيا من الخام خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي بلغ نحو 443 مليون طن، مرتفعا بنسبة 1.3٪ مقارنة بالفترة نفسها في العام السابق. وسجل إنتاج روسيا النفطي قراءة عند 526.8 مليون طن في عام 2014. ومن جهة أخرى، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس أن سعر سلة خاماتها ال12 ارتفع أمس الأول بواقع 11 سنتا ليستقر عند 38.29 دولار للبرميل بعد أن كان 38.18 دولار للبرميل يوم الإثنين الماضي. وتتوقع المنظمة زيادة الطلب العالمي على النفط خلال عام 2016 مع ارتفاع ضخ النفط من قبل الدول غير الأعضاء في المنظمة وبنحو 700 ألف برميل في اليوم الواحد. ومن المقرر أن يعقد وزراء نفط (أوبك) اجتماعهم الوزاري في الرابع من ديسمبر المقبل لمراجعة اتفاقية الإنتاج في ضوء الوضع الحالي للسوق والتطورات المحتملة خلال النصف الأول من العام المقبل. كما ذكرت وكالة ”بلومبرغ” الأمريكية نقلا عن بيانات منظمة ”أوبك” أن متوسط سعر سلة ”أوبك” سجل في ال 13 من شهر نوفمبر الثاني الجاري قراءة عند 39.21 دولار للبرميل. وتراجعت أسعار النفط بأكثر من النصف منذ منتصف العام الماضي، مع استمرار منظمة ”أوبك” الحفاظ على نفس مستويات إنتاج الخام، على الرغم من تراجع الأسعار وتراجع معدلات الطلب العالمي. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في وقت سابق أن تنخفض إيرادات منظمة ”أوبك” السنوية من تريليون دولار إلى 550 مليار دولار، وذلك في ظل أسعار النفط الحالية، منوهة إلى السعودية أكبر منتج للنفط في ”أوبك” ستواجه عجزا في ميزانيتها في العام الحالي يبلغ 20٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ولم تستبعد وكالة ”بلومبرغ” أن تدفع أسعار النفط المنخفضة وتراجع الإيرادات منظمة ”أوبك” إلى إعادة النظر في استراتيجيتها النفطية. وكانت السعودية قد قادت تغيير الاستراتيجية مدعومة بالأعضاء الخليجيين الآخرين الأغنياء نسبيا العام الماضي لتحافظ على مستويات إنتاجها للدفاع عن الحصة السوقية بدلا من خفضها لدعم الأسعار، لكن دولا أخرى، مثل فنزويلا وإيران والجزائر، لها تحفظاتها ووكالة الوعد للأنباء الدعوة إلى خفض الإنتاج.