أكدت رئيسة الأوبك الجديدة، ديزاني اليسون، أن الحكومة الجزائرية اتخذت تدابير مالية حازمة لتخفيف انعكاسات تراجع سعر النفط، حيث أصبح اقتصادها ”تحت ضغط” بسبب تراجع سعر برميل البترول إلى 69 دولارا خلال الأيام الأخيرة، في وقت تنبأت منظمات دولية بانخفاض الأسعار إلى حدود 50 دولارا خلال الأيام القليلة القادمة. قالت رئيسة منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك”، وزيرة النفط النيجيرية، ديزاني اليسون مادويكي، في تصريحات صحافية في ”أبوجا”، إن أوبك تمر بفترة ”صعبة”، بسبب تراجع سعر برميل النفط الذي يؤثر على العديد من الدول الأعضاء في المنظمة وغير الأعضاء. مضيفة ”إنها حقا مرحلة صعبة كما تعرفون بالنسبة لأوبك ولحقول النفط العالمية في مجملها”. وأوضحت ديزاني اليسون ”أن العديد من الدول، سواء أعضاء أو غير أعضاء في أوبك، تعاني كثيرا”، كما أشارت إلى أن الجزائر وفنزويلا وأنغولا وإيران ونيجيريا اتخذت إجراءات مالية حازمة لتخفيف انعكاسات تراجع سعر النفط، أو أصبحت اقتصاداتها ”تحت ضغط” هذا التراجع. وأضافت أن روسيا غير العضو في أوبك ولم تقلص إنتاجها تعاني من تراجع قيمة عملتها. وتابعت: ”نصلي لكي نتمكن من التوصل إلى استقرار سعر برميل النفط أثناء هذه الفترة، لأن هذا أمر أساسي”. وقالت إنها تتابع عن كثب تطور سعر البرميل، لتحديد في أي توقيت تدعو لاجتماع طارىء لأوبك لبحث كيفية مواجهة هذا الوضع. ومن تداعيات قرار أوبك بعدم خفض سقف الإنتاج بعد الاجتماع الأخير، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت عن مستوى 69 دولارا للبرميل يوم الجمعة متجهة نحو إنهاء الأسبوع دون 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 2010 مع تزايد الضغوط على الأسعار، بعد أن خفضت السعودية أسعار شحناتها في مؤشر جديد على عزمها الإبقاء على مستويات الإنتاج في سوق يشهد وفرة في المعروض، كما تراجع سعر خام منظمة الدول المصدرة للنفط ”أوبك” في تعاملات يوم الخميس الماضي بمقدار 1.04 دولار، مسجلاً 66.27 دولار للبرميل، على ما أعلنت المنظمة النفطية من مقرها في فيينا أمس الأول. وهكذا يواصل سعر سلة منتجات ”أوبك” (التي تضم 12 نوعاً من الخام) الانخفاض الذي بدأه شهر جوان الماضي، ليبقى عند أدنى مستوياته خلال الأعوام الخمسة الأخيرة. وقد استهل سعر خام ”برنت” الأوروبي، تسليم جانفي المقبل، تعاملات اليوم بسوق العقود الآجلة في لندن بانخفاض نسبته 0.47 في المائة، مقابل ختام الجلسة السابقة، ليصل إلى 69.91 دولار للبرميل. قال توني نونان، مدير مخاطر النفط لدى ميتسوبيشي كورب في طوكيو، كما نقلت وكالة ”رويترز”: ”نتجه إلى 60 دولارا لبرميل برنت. وما من شيء يوقف ذلك (الاتجاه)”. ونزل سعر مزيج برنت في عقود جانفي 1.14 دولار إلى 68.50 دولار للبرميل. وحول توقعات مستقبل أسعار البترول، قال مدير صندوق أندوران كابيتال مانجمنت، بيير أندوران، إنه من المنتظر أن تشهد هذه الأسعار تقلبات حادة بعد قرار أوبك ترك السوق لتحدد مستواها بنفسها وفق عوامل العرض والطلب ويضيف إن المنتجين الأمريكيين سيشعرون بوطأة تلك التقلبات. وكانت منظمة أوبك بقيادة أكبر عضو منتج فيها السعودية، قررت في فيينا يوم 27 نوفمبر الماضي أن تدافع عن حصتها في السوق بدلا من خفض الإنتاج للدفاع عن الأسعار، وذلك في محاولة لحمل منتجي النفط الصخري العالي التكلفة في الولاياتالمتحدة على إبطاء وتيرة الإنتاج أو تقليصه. وقال أندوران، قبل ستة أسابيع، إن أسعار النفط قد تهوى حتى 50 دولارا للبرميل، وهو تنبؤ يبدو على نحو متزايد، إنه نابع عن خبرة. فقد هبطت أسعار النفط قرابة 40 في المائة من أكثر من 115 دولارا في جوان إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام دون 68 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي. وأكد أندوران أن ”إبطاء وتيرة الإنتاج بسرعة كافية يتطلب أن تهبط الأسعار إلى مستوى بين التكلفة النقدية والتكلفة الهامشية”. مضيفا أن عوامل السوق ستكون دوما أبطأ في الاستجابة من تخفيضات متفق عليها للإنتاج من جانب منظمة أوبك. ويعتقد أندوران أن ذلك المستوى سيكون حوالي 50 دولارا للبرميل قبل أن تستقر الأسعار حول 60 دولارا، في حين يتوقع البعض الآخر أن تواصل الأسعار هبوطها حتى 40 دولاراً او حتى 30 دولاراً ايضاً، وذلك قبل أن تعود للارتفاع إلى ما بين 70 و75 دولاراً. ومن جهتها، قالت وكالة ”موديز”، أمس الأول، إنها تتوقع أن يتراوح سعر نفط برنت الخام بين 80 و85 دولارا للبرميل في 2015. وأضافت موديز، في بيان حصلت وكالة ”الأناضول” على نسخة منه، أمس، أن استمرار انخفاض أسعار النفط دون توقعاتها سيؤدي إلى إضعاف البيئة الداعمة للنمو بشكل عام في نهاية المطاف.