توصلت آخر تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الأطفال دون سن الخامسة يمثلون 30 بالمائة من جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض المنقولة بالأغذية، على الرغم من أنهم يشكلون 9 بالمائة فقط من سكان العالم، مشيرة إلى أن الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية تقتل 125 ألف طفل سنويا. نتائج جديدة وخطيرة كشفت عنها دراسة علمية حديثة، حيث أفادت أن الأغذية الملوثة مصدر خطير لنقل الأمراض، حيث تتسبب فى وفاة 125 ألف طفل سنويا، كما تتسبب في إصابة 1 في 10 أشخاص في العالم كل عام. وأوضح الباحثون أن هناك 600 مليون شخص، أو 10 بالمائة من سكان العالم، يصيبهم التسمم الناتج عن تناول الطعام الملوث كل سنة، ومنهم 420 ألف يموتون، بما فى ذلك 125 ألف طفل دون سن 5 سنوات، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية. ويشير التقرير إلى أن الأطفال دون سن 5 سنوات يمثلون 9 بالمائة فقط من سكان العالم، وهذا يعني أن حوالي 30بالمائة من جميع الوفيات حول العالم ناجمة عن الأغذية الملوثة، خاصة في المناطق ذات الدخل المنخفض. في السياق ذاته أوضح الباحثون أن مرض الإسهال يمثل أكثر من 50 بالمائة من الأمراض، حيث يؤثر على 220 مليون طفل سنويا، ما يسفر عن مقتل 96 ألف حالة سنويا، وغالبا يصيب الأشخاص عن طريق تناول اللحوم النيئة أوغير المطبوخة والبيض ومنتجات الألبان والمنتجات الملوثة. أما الأمراض الرئيسية الأخرى هي التيفوئيد والحمى، والتهاب الكبد الوبائي A، الشريطية، والأفلاتوكسين الذي تنتجه العفن التي توجد على الحبوب المخزنة بشكل غير صحيح. وأشار الباحثون إلى أن الأطفال الذين ينجون من بعض الأمراض الأكثر خطورة قد يعانون من تأخر النمو البدني والعقلي، ما يؤثر على نوعية الحياة وهذا أمر خطير للغاية. في هذا الصدد، قالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية: ”حتى الآن، كانت التقديرات عن الأمراض المنقولة بالأغذية غامضة وغير دقيقة. وأخفَى هذا الوضع الخسائر البشرية الحقيقية للطعام الملوث. ويضع هذا التقرير الأمور في نصابها. ذلك أن معرفة أي من الكائنات الممرضة هى التى تسبِّب أكبر المشاكل وفى أية منطقة من العالم يمكن أن تؤدِّى إلى إجراءات موجهة يتّخذها الناس، والمسؤولين، والصناعات الغذائية”. وأضافت: ”يمثِّل عبء الأمراض المنقولة بالأغذية هاجسًا للصحة العامة على الصعيد العالمى، فإن الإقليم الأفريقى وإقليم جنوب شرق آسيا لمنظمة الصحة العالمية لديهما أعلى معدّلات للإصابة والوفيات، وهذا يشمل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات”. وأوضح الدكتور كازواكى مياجيشيما، مدير إدارة السلامة الغذائية والأمراض الحيوانية المصدر بمنظمة الصحة العالمية، أن أمراض الإسهال هى المسؤولة عن أكثر من نصف العبء العالمي للأمراض المنقولة بالأغذية، فهي تصيب 550 مليون شخص بالمرض، وتوقع 230 ألف وفاة سنويًا. ويتعرَّض الأطفال لمخاطر خاصة من أمراض الإسهال المنقولة بالأغذية، فيصاب بسببها 220 مليون طفل بالمرض، ويتوفى 96 ألف طفل كل عام. وغالبًا ما ينجم الإسهال عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة، والبيض، والمنتجات الطازجة ومنتجات الألبان الملوثة بفيروسات النوروفيروس، وجراثيم العطيفة ، والسالمونيلا غير التيفية، والإشريكية القولونية المعدية. وتقول منظمة الصحة العالمية، إن سلامة الأغذية مسئولية مشتركة وتؤكِّد نتائج التقرير على التهديد العالمي الذي تمثله الأمراض المنقولة بالأغذية، كما تعزز ضرورة أن تبذل الحكومات والصناعات الغذائية والأفراد المزيد من الجهد لجعل الغذاء مأموناً وتوقِّى الأمراض المنقولة بالأغذية. وأوضحت المنظمة أنه لاتزال هناك حاجة كبيرة للتعليم والتدريب على الوقاية من الأمراض المنقولة بالأغذية بين منتجي الأغذية والموردين، والمتعاملين مع الأغذية، والجمهور العام. وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الحكومات للمساعدة فى وضع وتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات التى ستؤثر بدورها تأثيرًا إيجابيًا في سلامة الأغذية في السوق العالمي.