اختتمت، أمس، بقصر المعارض الصنوبر البحري ”صافكس” بالعاصمة، الطبعة الخامسة للصالون الوطني للإاتكار بمشاركة 40 مخترعا جاؤوا لعرض إبداعاتهم واختراعاتهم أمام المستثمرين الراغبين في تسويق هذه المنتجات. وشارك في هذا الصالون الذي أقيم بقصر المعارض حوالي 150 متعاملا من بينهم 40 مخترعا و20 مؤسسة مبتكرة، بالإضافة إلى مراكز البحث ومراكز دعم التكنولوجيات والابتكار وجمعيات المبتكرين. كما عرفت هذه الطبعة مشاركة معهد التقييس والملكية الصناعية التونسي كضيف شرف. ويهدف المعهد الوطني للملكية الفكرية المنظمة لهذه التظاهرة، التي دامت على مدار ثلاثة أيام، بالموازاة مع الاحتفال باليوم الوطني للابتكار، إلى جعل الصالون ”فضاء احتكاك مباشر” بين أصحاب المشاريع الابتكارية وأصحاب المشاريع الإستثمارية. ومن جانبه، يرى المدير العام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة والمناجم، عبد الغني مبارك، الذي أشرف على افتتاح الصالون، أن هذا الأخير يسمح ”بفتح المجال لكل الطاقات لعرض قدراتها الفكرية ومنحها فرصة الالتقاء مع المؤسسات بهدف تجسيد اختراعاتها على أرض الواقع وكذا خلق ثقافة الابتكار”. وأكد مبارك أن بناء هذه الثقافة يتطلب المرور بعدة مراحل تعمل الجزائر على التحضير لها. وكمرحلة أولى قامت وزارة الصناعة والمناجم، يضيف ذات المسؤول، بخلق شبكة وطنية لمراكز الدعم التكنولوجي والابتكار تضم 30 مركزا موزعا على 20 ولاية، وهذا على مستوى الجامعات ومراكز البحث ومؤسسات الصناعية ومراكز مكلفة بدعم ومرافقة أصحاب المشاريع الجديدة. كما تم إبرام عدة اتفاقيات بين المعاهد التابعة لوزارة الصناعة والمناجم والمخابر ومراكز البحث التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بهدف تحقيق التنسيق والتقارب بين هذه المؤسسات والعمل المشترك للوصول إلى استغلال حقيقي للأبحاث العلمية. وأشار أيضا إلى أن وزارة الصناعة قامت بوضع عدة ميكانيزمات لدعم المؤسسات، على غرار إنشاء 44 مركزا لدعم إنشاء المؤسسات منها 28 مركز تسهيل وإنشاء المراكز التقنية الصناعية وتوسيع مهام الوكالة الوطنية لترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل الجزائر حاليا على إنشاء مكاتب الدعم التكنولوجي، بمساعدة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية، التي ستفتح المجال للدخول في المرحلة الثانية وهي الاستغلال الفعلي لبراءات الاختراع. ولدى تفقده لمختلف أجنحة المعرض، استحسن مباركي الاختراعات والابتكارات المقدمة من طرف مختلف العارضين، معتبرا أن مثل هذه الابتكارات من شأنها ترقية النشاط الاقتصادي والصناعي وتحقيق تنافسية للمؤسسة الجزائرية. غير أن المسؤول بوزارة الصناعة قال أن غياب نماذج الاختراعات مرده نقص إمكانيات المخترعين، لاسيما منهم المستقلوون. وفي هذا الخصوص، أوضح المدير العام للمعهد الوطني للملكية الفكرية أن المخترعين المستقلين يجدون صعوبات لصناعة النماذج المصغرة لاختراعاتهم التي تحتاج إلى العديد من الآلات وقطع الغيار التي تكلف أموالا طائلة. وعلى هامش الصالون، تم تنظيم مسابقتين تتعلق الأولى بأحسن اختراع لسنة 2015 والأخرى بالجائزة الوطنية للابتكار الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وفي رده على سؤال للصحافة حول عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تم إنشاؤها في 2015، أشار مبارك إلى أنه وفي حصيلة أولية تم استحداث ما يقارب 50 ألف مؤسسة.