أكد مختصون، خلال محاضرة حول ”دور اللمسة الفنية في الحد من ظاهرة العنف”، على أهمية ”مادة التربية الفنية”، بحيث كشفوا أن هذه الأخيرة يمكنها ”أن تلعب دورا كبيرا في الحد من ظاهرة العنف في الوسط المدرسي”، وهذا في إطار الأيام المحلية الأولى للفنون التشكيلية التي تنعقد فعالياتها بدار الثقافة ”مولود قاسم نايت بلقاسم” بتيسمسيلت. وأوضح الدكتور الطيب بن عباس بختي، خلال تقديمه لمحاضرة حول ”دور اللمسة الفنية في الحد من ظاهرة العنف”، بأن ”تدريس مادة التربية الفنية للتلاميذ سيسمح بتدريب النشء وإعداده إعدادا متكاملا من أجل تحقيق الضوابط الأخلاقية والالتزام الأخلاقي لدى التلاميذ”، معتبرا من جانب آخر بأن ”مهمة ودور أستاذ التربية الفنية والتشكيلية لا تقل عن دوره التربوي”، حيث ”أنها تنحصر من خلال ممارسة تلاميذه للعمل الفني بغرس القيم الأخلاقية فيهم، بأن ينمي لديهم القدرة على التفكير الجماعي وتبادل الآراء وتقبل الاختلاف في الرأي والتفاهم والتفاعل مع الغير من خلال التعلم التعاوني”. وأشار إلى أن ”للرسومات الفنية دورا فعاليا وهاما للكشف عن الصراعات الداخلية والخارجية للفرد بشكل عام وللطفل بشكل خاص، وذلك لعدم قدرة الطفل على التعبير بالطرق الأخرى وعدم قدرته على البعد عن مصدر التوتر الذي يؤدى إلى ظهور مجموعة من الانفعالات والإحاطات، ما يؤدي إلى سوء التوافق مع الذات والبيئة المحيطة به”. وللإشارة، تواصلت فعاليات الأيام المحلية الأولى للفنون التشكيلية إلى غاية البارحة ببهو دار الثقافة ”مولود قاسم نايت بلقاسم” بتيسمسيلت، بحيث تم عرض حوالي 100 لوحة زيتية تسلط الضوء أساسا على عادات وتقاليد منطقة ”الونشريس” والتاريخ البطولي للشعب الجزائري إبان الثورة التحريرية المجيدة، فضلا على المناظر الطبيعية الجذابة التي تزخر بها الولاية على غرار غابة ”المداد” بثنية الحد إلى جانب مجسمات فنية ولوحات تجسد فن المنمنمات. وبرمجت ضمن هذه التظاهرة العديد من الأنشطة التي تتضمن ورشات لنوادي الفنون التشكيلية والأشغال اليدوية ومسابقتين لأحسن رسم حول ذكرى هذه مظاهرات 11 ديسمبر 1960 وكذا محاربة العنف. ويذكر أن هذا الحدث الثقافي المنظم بمبادرة من مديرية الثقافة بمناسبة إحياء الذكرى الخامسة والخمسين لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، يعرف مشاركة حوالي 100 فنان تشكيلي عصامي وأساتذة التربية التشكيلية بالمؤسسات التربوية.