* أزمة البرميل العالمية وقدوم الشتاء.. يأججان التنافس بين عمالقة المحروقات في العالم يبدو أن ”حرب الغاز العالمية” التي اندلعت هذا العام بين العملاقين للطاقة سوناطراك الجزائرية وغازبروم الروسية، قد انتقلت إلى النفط، في ظل أزمة البرميل العالمية، بعد أن أعلنت شركة غازبروم نفت الروسية - ذراع النفط التابعة لشركة غازبروم الحكومية المنتجة للغاز- أن إنتاجها ارتفع 20 بالمئة في العام الحالي وأنها تخطط لاستثمار 362 مليار روبل (5.13 مليار دولار) في 2016 ارتفاعا من 343 مليار روبل في 2015. ففي ظل قرار أوبك القاضي بعدم خفض إنتاج البترول، فقد كشفت الشركة الروسية غازبروم نفط في بيان لها أن إنتاجها المبدئي هذا العام ارتفع 20 بالمئة إلى 79.7 مليون طن من المكافئ النفطي. هذا وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي، بحر الأسبوع المنصرم، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ستتمسك بالقرار الذي اتخذته في الرابع من ديسمبر بالإبقاء على سياسة عدم وضع سقف للإنتاج، على الرغم من هبوط الأسعار العالمية للخام مضيفا أن أي خفض للإنتاج بهدف زيادة الأسعار سيكون بالتنسيق مع الدول غير الأعضاء في المنظمة. وقال عبد الهادي في مقابلة مع رويترز على هامش اجتماع لمنتجي النفط العرب في العاصمة المصرية القاهرة، ”نحن في عالم حقيقي وأوبك ليست المنتج الوحيد أو اللاعب الوحيد. ومن ثم فإن علينا أن نرى كيف ستكون قرارات الآخرين -روسياوالولاياتالمتحدة وغيرهما”. وأضاف ”ليس بإمكان أوبك أن تتخذ قرارا منفردا على سبيل المثال بخفض الإنتاج، بينما الآخرون يزيدون الإنتاج. إما أن نتجه جميعا إلى خفض الإنتاج للدفاع فعلا عن الأسعار أو علينا أن ننتظر ونرى”. وقال ”لا يمكننا أن نعيد تلك التجارب السابقة لأوبك، وبعد ذلك نخسر الاثنين -نخسر الإنتاج والأسعار- لأنه باستطاعة الكثير من المنتجين الآخرين في الوقت الحالي بالفعل أن يزيدوا إنتاجهم، نحن ملتزمون (بقرار الرابع من ديسمبر)”. وهبطت أسعار النفط بعد أن فشل أعضاء أوبك في الرابع من ديسمبر في وضع سقف لإنتاج المنظمة الذي يقترب بالفعل من معدلات قياسية منذ العام الماضي، في محاولة لإخراج المنتجين مرتفعي التكلفة مثل منتجي النفط الصخري في الولاياتالمتحدة من السوق. بالإضافة إلى ذلك، من المرجح دخول إمدادات جديدة إلى السوق العام المقبل، مع زيادة إيران لإنتاجها فور رفع العقوبات عنها، ما يثير مخاوف بشأن زيادة تخمة المعروض. وقال عبد المهدي إنه يأمل أن تنتعش أسعار النفط، لكنه أوضح أنه لا يعتقد أن ذلك سيحدث غدا، مضيفا ”بإمكاننا أن نرى أن السعر لا يوازي التكلفة في معظم حقول النفط وهذا أمر غير منطقي”. في الوقت ذاته، قال عبد المهدي إنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق بشأن صادرات النفط من إقليم كردستان العراقي شبه المستقل، مجددا تأكيده معارضة الحكومة المركزية في بغداد لبيع إربيل نفطها مباشرة بدلا من نقله إلى شركة تسويق النفط العراقية (سومو).