يهيأ مخبر ”م.س.د” ”ميرك شارب ودوم” دخول علاجات جديدة إلى الجزائر في مجال علم الأمراض السرطانية القائمة على العلاج المناعي، ويمثل هذا تقدما هائلا في مجال مكافحة مرض السرطان. وحسب البيان الذي تسلمت ”الفجر” نسخة منه، سيستفيد المرضى الجزائريون قريبا من هذا العلاج الجديد، بما في ذلك المؤشرات العلاجية ودواعي الاستعمال المقترحة للتسجيل لدى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وقد تمت الموافقة على هذه العلاجات النابعة عن التطورات الحديثة في أبحاث الأورام في مؤشراتها العلاجية ودواعي استعمالها من طرف الوكالة الأمريكية للأدوية ”أف.دي.أي” والوكالة الأوروبية للأدوية ”إي.أم.أي” وحتى من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة. ويقول البروفيسور كمال بوزيدي، رئيس قسم الأورام بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة ورئيس الجمعية الجزائرية لعلم الأورام الطبية ”لقد تم اقتراح هذا العلاج الجديد للتسجيل بسرعة من قبل الخبراء الجزائريين ليستفيد منه مرضى السرطان بطريقة فورية”. وقد أدى العلاج المناعي إلى ارتفاع معدل طول حياة المرضى بشكل ملحوظ مقارنة بالعلاجات المتواجدة، خاصة في أنواع السرطانات الأكثر عدوانية مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الكلى، كما سمح هذا العلاج بتحسين نوعية حياتهم مقارنة مع العلاجات العادية الأخرى التي تسبب العديد من الآثار الجانبية كالغثيان والتقيؤ. هذه العلاجات التي هي وليدة الأبحاث الجارية، تمثل أملا حقيقيا لمرضى السرطان كما يوضحه البروفسور كمال بوزيد: ”إلى جانب الأسلحة التقليدية للعلاج الدوائي والعلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاجات المستهدفة، ظهرت منذ خمس سنوات فئة علاجية جديدة والمتمثلة في العلاجات التحضينية والتي يمثلها أضداد وحيدة المنشأ، التي تم الموافقة عليها منذ 2014 في سرطانات معروفة بمقاومتها كأورام الميلانوما النقيلة الخبيثة وسرطان الرئة وسرطان الكلى. في هذه السرطانات الثلاثة تبين التجارب السريرية أن مريضا واحدا من أصل ثلاثة الذين تم عرضهم لهذه العلاجات قد استجاب لها، بعد فشل العلاجات التقليدية، بالإضافة إلى ذلك يستفيد المرضى الذين يستجيبون للعلاج من ارتفاع محسوس في معدل طول أعمارهم مما يبعث الأمل للدخول في مرحلة تعافي طويلة أو حتى الشفاء، الأمر الذي لم يكن بالكاد يحدث منذ سنتين، ودائما في مجال المناعة الورمية، ظهر لقاح علاجي لسرطان الرئة ونتائجه واعدة”. وفي نفس المجال، نقلا عن تقارير لوسائل إعلام أمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أن السرطان الذي كان في دماغه قد اختفى بعد تشخيص الميلانوما النقيلة الخبيثة، وقد خضع الناشط السياسي والبالغ من العمر 91 عاما للعلاج الإشعاعي والدوائي المعتمد على المناعة الورمية ”بيمبروليزوماب” لشركة ”م.س.د” وقال بيان صادر عن مركز كارتر لشهر نوفمبر أن السرطان ”يستجيب جيدا للعلاج” ليصرح في 6 ديسمبر الحائز على جائزة نوبل للسلام: ”كشف أحدث تصوير بالرنين المغناطيسي ”إي.أر.أم” للدماغ اختفاء بقع السرطان وعدم ظهور جدد، وسوف أستمر في تلقي العلاجات المناعية ”بيمبرليزوماب” كل ثلاثة أسابيع بطريقة منتظمة”.