كشفت الدكتورة بوترفاس نبيلة أخصائية في علاج أورام الأطفال بمستشفى بني مسوس، أن سرطان اللمفاويات عند الأطفال يشكل 10 بالمائة من نسبة الإصابة لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة. وأوضحت في مداخلة لها بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الغدد اللمفاوية أن هذا النوع من السرطانات يستجيب بسرعة مذهلة للعلاج الكيميائي ونادرا ما يستدعي اللجوء إلى العلاج الإشعاعي. ورّكزت الدكتورة على أهمية التقيد ببروتوكول العلاج R-CHOP أي استعمال التركيبة الثنائية لكل من بروتوكول CHOP المتعارف عليه في الوسط الطبي، إلى جانب تدعيمه ب''ريتيكسيماب'' ''RITUXIMAB'' في العلاج، الذي رفع نسبة نجاح العلاج إلى 20 بالمائة. يمثل هذا النوع، حسب توضيحات الدكتورة بوترفاس، في التظاهرة العلمية بمشاركة مخابر ''روش''، حوالي ثلث حالات الأورام الليمفاوية عند الأطفال، و يُعد أكثر شيوعا لدى المراهقين، ويظهر عند الذكور بنسبة الضعف تقريبا عن الإناث، وينشأ في أغلب الأحوال عن تسرطن الخلايا التائية، ولدى حوالي العشرين بالمئة من الأطفال المرضى ينشأ عن تسرطن الخلايا البائية، وقد يتركز بالغدة الصعترية (التي تتواجد أمام القلب) ويكوّن كتلة ورمية خلف العظام بالقفص الصدري، مما قد يسبب مشاكل تنفسية حيث تعد صعوبة التنفس أحد الأعراض الأولى لهذا النوع، بينما ينشأ لدى نسبة أقل من الحالات، باللوزتين والغدد الليمفاوية بالرقبة، أو بغدد أخرى، ويتميز هذا النوع خصوصا بالمقدرة على الانتقال السريع إلى النخاع العظمي، أو سطح الدماغ، أو الأغشية المحيطة بالرئة والقلب، إضافة إلى الغدد الليمفاوية الأخرى، الأمر الذي يستدعي ضرورة تشخيصه ومعالجته مبكرا نظرا لمقدرته على النمو والانتقال السريعين ولخطورة نشوء مشاكل بالجهاز التنفسي. وعن العلاج والتصنيف الخاص بهذا الداء لدى الأطفال فربطته الدكتورة بنوع الورم والذي صنفته إلى نوعين حسب حجم الخلايا، فنجد الورم ضئيل الخلايا المستوية، والورم متسع الخلايا، تتراوح نسب الشفاء القياسية من النوع الأول ما بين 70 بالمائة و 80 بالمائة، ونظرا لمعدل النمو السريع للخلايا الورمية بهذا التصنيف يتم إعطاء علاجات مكثفة بفترات توقف قصيرة ما بين الدورات العلاجية. بينما تتراوح نسب الشفاء القياسية عند ورم الخلايا المتوسعة بالمراحل المتقدمة، ما بين 70 بالمائة و 80 بالمائة، وتتم عادة معالجته مثل ورم الخلايا الصغيرة المستوية إن نشأ عن الخلايا البائية، ومثل معالجة الورم الليمفاوي إن نشأ عن الخلايا التائية. وقالت في تصريح ل ''الحوار'' على هامش المداخلة، إنه وبشكل عام تفيد الإحصاءات الطبية أن معدلات الشفاء للخمس سنوات القياسية لدى الأطفال تزيد عن 90 بالمائة لدى المراحل المبكرة من الأورام اللاهودجكن، بينما تتراوح بين 70 إلى 85 بالمائة لدى الحالات المتقدمة أكثر، مفسّرة أكثر أن معدل الخمس سنوات شفاء القياسية يشير إلى نسبة المرضى ممن يعيشون خمس سنوات على الأقل منذ تشخيصهم بسرطان معين، وبالطبع يشفى الكثيرون تماما ويعيشون أكثر من ذلك بكثير.