يشتكي سكان بلدية بوطالب الواقعة بين حدود ولايات المسيلة، باتنةوسطيف، من معاناة كبيرة أرقت كاهلهم على مدار سنوات طويلة، حيث لاتزال القرى التابعة لها تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة من ماء ونقل وكهرباء ريفية. تضم بلدية بوطالب التي تبعد حوالي 82 كلم جنوبي ولاية سطيف، عدة قرى بتعداد سكاني يزيد عن 9 آلاف نسمة، تعاني في مجملها من نقائص كبيرة، حيث أن سكان القرى بحاجة ماسة إلى الغاز الطبيعي بحكم الطابع الجبلي وبرودة المنطقة، ففي بعض القرى لم يجد السكان وسيلة لمواجهة برودة الطقس وقساوة الطبيعة سوى الاحتطاب من غابات الجبال المجاورة، خاصة أن جلب قارورة غاز البوتان من مركز البلدية إلى المنزل ليس بالأمر الهين. وقد طالب السكان السلطات بضرورة ربطهم بشبكة الغاز لتخليصهم من هذه المعاناة التي عمرت معهم طويلا. ويعد الماء الشروب أكبر مشكل يعاني منه سكان هذه المنطقة على مدار سنوات طويلة، حيث أن قاطني قرى قنينة وقبر دلح وحتى مركز البلدية لايزالون يستعملون طرق تقليدية لجلب قطرة ماء يسدون بها رمقهم، فالسلطات لم تنجز سوى نقبين بقرية واضح، وهي غير كافية لتزويد السكان بالماء الشروب والقضاء على مشكلة العطش. كما لايزال غالبية سكان بلدية بوطالب يفتقرون إلى شبكة التطهير الصحي، حيث يعتمدون في ذلك على حفر الخنادق لصرف فضلاتهم. ولا تتوقف معاناة سكان بلدية بوطالب عند هذا الحد بل إن العزلة زادت من ذلك، فهناك بعض القرى بقيت معزولة بسبب وضعية الطرقات التي يصعب عليها السير. وبمركز البلدية اشتكى السكان من وضعية مكتب البريد الذي يشهد اكتظاظ يومي شديد بسبب ضيقه، إذ يضطر السكان للتوجه إلى المدن المجاورة للاستفادة من خدمات البريد. رئيس المجلس الشعبي البلدي أكد لنا، في رده على انشغالات السكان، أن بلدية بوطالب لم تستفد خلال السنة الجارية سوى من 5 ملايير سنتيم، حيث تم تخصيصها لتكملة بعض المشاريع كشبكة توزيع الماء الشروب وشبكة التطهير وتهيئة الطرقات بكل من بالدار البيضاء، قرى قبر دلح، ام عمر، الرمايل، قنيفة، البردعة، بني الماي، الطراحي بولرجام وبوجليخ، مضيفا أن هناك تسهيلات خاص بتزويد السكان بالكهرباء الريفية، حيث أن جميع النفقات على عاتق البلدية.