تعتبر قرية قبر دلح الواقعة ببلدية بوطالب، حوالي 85 كلم جنوب ولاية سطيف، من القرى المعزولة التي عاشت ويلات الإرهاب إبان العشرية السوداء، ولا يزال سكانها الآن يعانون من تهميش السلطات المحلية. يكابد سكان قرية قبردلح التي تبعد حوالي 6 كلم عن مقر بلدية بوطالب، ظروف حياة قاسية أرقت السكان على مدار سنوات طويلة، حيث أكدوا لنا أن قريتهم عانت كل ويلات التهميش والتمييز في العهدة السابقة، فلم يتجسد بها أي مشروع من المشاريع الجوارية التي من شأنها أن تفك العزلة المفروضة علي السكان، فالسكنات وزعت يمينا وشمالا ولاتزال القرية تفتقر لقاعة علاج توفر الخدمات الطبية وتجنب السكان معاناة التنقل إلى مركز البلدية أو إلى بلدية الحامة وقطع مسافة تزيد عن 12 كلم. كما تفتقر القرية لمطعم مدرسي يوفر للتلاميذ الوجبات الساخنة، حيث يتناول هؤلاء التلاميذ وجباتهم في السكنات الوظيفية للمعلمين، وهذا ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي. والغريب في الأمر أن هناك مجمعا إداريا يرجع لسنة 2006 لكنه لحد الآن لم يكتمل ولم يستلم. وبالرغم المراسلات اليومية للسلطات المحلية إلا أن مشروع قاعة العلاج، المطعم المدرسي، والمجمع الإداري بقي حبرا على ورق. وتعد قنوات صرف المياه أكبر هاجس يؤرق سكان مشتة لحدادة الواقعة بقرية قبر دلح، حيث مازالوا لحد كتابة هذه الأسطر يعتمدون على الحفر التقليدية بمحاذاة منازلهم للتخلص من مياه الصرف الصحي. كما ذكر السكان أن العديد من البنايات لم تستفد لحد الآن من الكهرباء الريفية، مؤكدين أن بعضهم حجر المنطقة خلال سنوات الإرهاب، وقامت حينها شركة سونلغاز بنزع الكوابل الناقلة للكهرباء، لكن وعند استتباب الأمن وعودة هؤلاء السكان لمنازلهم توجهوا لشركة سونلغاز بطلب لإعادة هذه الكوابل، غير أن طلبهم لم يتجسد على أرض الواقع. كما يعاني سكان القرية كباقي القرى، بوجليخ، ام عمر والدار البيضاء، من انعدام متوسطة قريبة من مقر سكناهم، فتلاميذ هذه القرى يقطعون يوميا من 06 كم إلى 12 كم ذهابا وإيابا، ما جعل أهالي هذه القرى يوقفون بناتهم عن الدراسة في المرحلة الابتدائية. ويناشد سكان قرية قبر دلح السلطات الولائية والمحلية بضرورة النظر إلى انشغالاتهم وأخذها بعين الاعتبار، وتجسيد مشاريع جوارية تخلصهم من معاناة عمرت طويلا.