عادت ظاهرة إنشاء مشاريع عمرانية خدماتية أمام بعضها لتفرض نفسها مرة أخرى في ولاية عنابة، فعلى غرار فندق شيراتون المحاذي لفندق سيبوس، ستتم عملية بناء موقف سيارات ب16 طابقا محاذ لذلك الذي انتهت الأشغال به، والمتواجد بمركز الأعمال المتوسطي في قلب المدينة. تمكن مستثمر من تحصيل موافقة بلدية عنابة للحصول على مساحة سوق الألبسة المستعملة في الحطاب، والذي تعرض للحرق سنة 2013، وتمت إعادة تهيئته بترميم أكثر من 150 خانة زاول أصحابها نشاطهم بشكل عادي، فيما بقيت مساحة سوق الفلاح الذي التهمته ألسنة النيران على حالها منذ التاريخ السالف الذكر. وعلى الرغم من التحقيقات الأمنية المتعاقبة غير أنه لم يتم التوصل لتحديد الأسباب الحقيقية للحريق، والذي تكرر في مساحات تجارية بحي الخامس جويلية وبلدية الحجار. تأكيد رئيس بلدية عنابة على كون مشروع موقف السيارات متنفسا للعدد الهائل للمركبات التي تدخل الولاية يوميا، لم يقنع مئات التجار الذين هددوا بالخروج في احتجاجات منددة بهذه القرارات التي لم يتم استدعاؤهم لمناقشتها. كما أبدوا رفضهم القاطع لنقلهم إلى مساحة عند مدخل المدينة، وتحديدا في التاباكوب، أين اقترح عليهم المستثمر صاحب المشروع نقل نشاطاتهم التجارية. في هذا السياق شدد المعنيون أن الموقع المعروض يصلح أن يكون موقفا للسيارات الداخلة للمدينة عوض تخصيصه لأنشطة تجارية يستحيل أن تعرف انتعاشا نتيجة بعدها عن المجمعات السكنية. من جانب آخر، ندد سكان أبراج عدل بالحطاب هم أيضا بالمشروع، مؤكدين أن ضخامته ستحجب الرؤية عنهم، مطالبين السلطات المحلية بإعادة النظر في هذه المشاريع التي ينتج عنها عديد المشاكل عوض أن تكون حلا لمعضلات معينة، في الوقت الذي استغرب الكثيرون إنجاز موقف السيارات بمركز الأعمال المتوسطي ومشروع مطابق تتم عملية إقامته على بعد مسافة قريبة جدا، ما يدعو لطرح عديد التساؤلات حول المغزى من مثل هذه الممارسات التي جسدها من قبل مشروع الفندق الدولي شيراتون اللصيق بفندق سيبوس، ليتم تكرار الظاهرة بإنشاء موقف سيارات لصيق بموقف آخر، تفصلهما بعض الأمتار عن بعضهما البعض. تجدر الإشارة أن وسط مدينة عنابة يعتبر وعاء عقاريا ضيقا وصغيرا جدا سواء لعدد السكان أو المركبات التي تدخله يوميا، فيما يعتبر محيط مساحة الحطاب بشكل عام منطقة تجارية تضم آلاف التجار الذين ينشطون برؤوس أموال محدودة جدا كونهم من الطبقة الفقيرة الباحثة عن لقمة العيش.