تسببت الثلوج المتساقطة، أول أمس، في عزل العديد من القرى الجبلية، وشل الكثير من الطرقات والمحاور الرئيسية لاسيما الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وبجاية. وقد تسببت هذه الموجة المناخية التي ضربت ولاية سطيف، في توقف الدراسة بالعديد من أقسام جامعتي سطيف 1 وسطيف 2، بسبب موجة الثلوج التي اجتاحت عامة الهضاب العليا، مما صعب كثيرا عمليات التنقل داخل المدينة. وقد لجأت إدارة كلية الحقوق مثلا لتأجيل الامتحانات المبرمجة لنهار أمس، إلى يوم 1 فيفري، مع الاحتفاظ ببقية الامتحانات كما هي مبرمجة. كا توقفت الدراسة بعدد معتبر من المؤسسات التربوية بالولاية في مختلف الأطوار، بسبب ثقل حركة المرور جراء تهاطل مكثف للثلوج، حيث لم تباشر فيها الدروس بسبب عدم إلتحاق التلاميذ أو تأخر المعلمين الأساتذة الذين وجدو صعوبات كبيرة في الالتحاق بمناصب عملهم، نظرا لوضعية الطرقات خاصة بالمناطق الشمالية الغربية والشرقية للولاية، بحكم أن الدراسة كانت أجوائها عادية أمس بأغلب المناطق الجنوبية للولاية، في حين حال سمك الثلوج الذي وصل ببعض الطرقات لحوالي 30 سنتمترا دون تحرك أغلب المواطنين أمس، وهو ما يفسر توقف الدراسة، وخلو الكثير من الإدارات من إطاراتها وعمالها، عدا، عمال البلديات والأشغال العمومية، الذين اجتهدوا في فتح الطرقات المغلقة بسبب الثلوج حتى بعضها استدعى فتحه على مرتين، بعد عودة الثلوج ليلا. من جهة أخرى ازدادت معاناة قاطني المشاتي والمناطق النائية ببلدية عين صندل الكائنة على بعد 35 كلم جنوب عاصمة لولاية قالمة مع تساقط الثلوج خلال ال24 ساعة الأخيرة التي قطعت الطرقات، وتسببت في نقص التموين بقارورات غاز البوتان، التي وصل سعرها حسب ما أكده لنا الأهالي إلى 600 دج في بعض المناطق المعزولة. في حين استنجد بعض المواطنين بالحطب بغرض الطهي والتدفئة وإلى غير ذلك من الخدمات. وكانت هذه المناطق التابعة لبلدية عين الصندل التي تعاني كل شتاء من قسوة الطبيعة والمسؤولين على حد سواء على غرار مشتة الفخفاخة والولجة وعين الربيعي وعين صابون وعين قطن وويدان العجول أزمة حادة في التموين بقارورات غاز البوتان، تفاقمت مع انقطاع الكهرباء والطرقات بفعل الثلوج التي تهاطلت، ما أدى إلى عدم وصول الشاحنات التي كانت تتولى عملية تزويد المواطنين بقارورات الغاز انطلاقا من محطة نفطال، ما دفع بكثير من المواطنين إلى جمع الحطب من الغابات المجاورة وإن وجدت لاستخدامه في الطهي، وكذا التدفئة. ويعاني سكان القرى القريبة من الطريق الوطني رقم 80 الرابط بين قالمة وسدراتة على مشتة ”ويدان العجول” متاعب كبيرة، حيث أكد لنا عمي العربي وهو أحد سكان هذه المشتة الذي وجدناه يبحث عن جرار كاسح الثلوج ليفتح له الطريق حتى يتمكن لنقل عجوز طاعنة في السن إلى الطبيب، بعد أن اشتد عليها المرض. وتم تسجيل غياب شبه كلي للتلاميذ عن الدراسة خاصة الذين يقطنون بعدة مشاتي على غرار مشتة الولجة وهي المعاناة ذاتها بمشتة بوحشانة الغير بعيدة عن عين الصندل على غرار مشتة كاف الريح ومشتة بازينة وكذا بعدة مناطق من ماونة أين بقي عدد من السائحين عالقين في قمم الجبل.