يبدأ الموفد ستيفان دي ميستورا، الأمميّ إلى سوريا، أمس الاثنين، مفاوضات غير مباشرة شملت وفدي عن النّظام والمعارضة في جنيف، في ظل التّوتّر الذي ساد بين الجانبين، حيث تبادل الجانبان التهم التي قد تهدد بنسف المساعي الدّبلوماسيّة المبذولة لتقليص هوّة الخلاف بينهما. وقال بيان الأممالمتحدة، مساء الأحد، أنّ دي ميستورا سيلتقي ممثلي نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذين سبق أن استقبلهم الجمعة. وبعد ذلك سيلتقي للمرة الأولى بشكل رسمي وفد المعارضة الممثل بالهيئة العليا للمفاوضات. وحددت الأممالمتحدة مهلة للمفاوضات قد تستمر ستة أشهر للتوصل إلى إقامة سلطة انتقالية تنظم انتخابات في منتصف 2017. وكان المندوب السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، الذي يترأس وفد الحكومة السورية، اتهم، أول أمس، في مؤتمر صحافي، ”تأخر وفد معارضة الرياض عن الحضور إلى جنيف وعدم معرفة أسمائه دليل على عدم الجدية والمسؤولية” مضيفا” من يتحدث عن شروط مسبقة يعني أنه آت لإفشال الحوار”. وأضاف الجعفري أنّ ”أي حل سياسي للأزمة في سوريا لا يمكن أن يتحقق من دون وجود طرف جدي في عملية الحوار”. وكان وفد المعارضة تردّد لأيام عدة قبل الانضمام إلى محادثات السلام السورية في جنيف مساء السبت، طالبا ضمانات بتلبية مطالب في الشق الإنساني قبل الدخول في أي مفاوضات غير مباشرة مع النظام السوري. وأكد الجعفري، بهذا الصدد: ”نحن هنا من أجل حوار سوري-سوري غير مباشر من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة”، مشددا حرص بلاده على حقن سفك الدماء. دعم سعودي تركي لمطالب المعارضة وفي السياق، جدّدت أنقرةوالرياض خلال لقاء جمع وزيري خارجية البلدين عادل الجبير ومولود جاويش أوغلو يوم الأحد بالرياض، تأييدهما لمطالب المعارضة السورية، وفي مقدمتها وقف قصف المدنيين وتجويعهم، وأكدتا على ضرورة أن تفضي تلك المفاوضات إلى تنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة. وأكّد الجبير، عزم المملكة مواصلة دعمها العسكري للمعارضة في حال فشلت المفاوضات. وأضاف الجبير، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية التركي مولود جاووش اوغلو، أن المحادثات يجب أن تركز على نقل السلطة من بشار الأسد، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات، وألا يكون للأسد أي دور في سوريا الجديدة. وقال إن وفد المعارضة السورية ذهب للتفاوض حول هذه الأمور. وتابع أن السعودية تدعم المعارضة، سواء اختارت التفاوض أم لا. من جهته، قال جاووش اوغلو إن المعارضة السورية لها الحرية في أن تختار مغادرة محادثات السلام في جنيف إذا لم تتحقق مطالبها. وأضاف أوغلو: ”طلبنا من المعارضة أن تطرح شروطها لبدء المفاوضات والاستمرار في المفاوضات. يمكنهم المغادرة في أي وقت إذا لم يستجاب لمطالبهم”. ومن جانبه قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن ”النظام السوري وداعش على درجة إجرام واحدة”، مؤكدًا أن بلاده ستواصل دعمها للمعارضة السورية المعتدلة، بالتعاون مع المملكة العربية السعودية. غاتيلوف يلتقي دي ميستورا والوفد الأمريكي في جنيف لبحث سير المفاوضات وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أنه بحث، أمس، مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا والوفد الأمريكي في جنيف سير الحوار السوري السوري. ونقلت وكالة سبوتنيك عن غاتيلوف قوله إن ”أطراف الاجتماع تعتزم مناقشة كل ما يتعلق بالمحادثات الجارية في جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية”. وفي شأن ذي صلة، أكدت وزارة الخارجية السورية أن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت، يوم أمس، منطقة السيدة زينب السكنية بمحافظة ريف دمشق تأتي في إطار ”محاولات التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من حكومات تركيا والسعودية وقطر لتعطيل المساعي الحالية الرامية لبدء حوار سوري سوري بقيادة سورية”، و”ترهيب السوريين الأبرياء ولرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تمنى يوميا بهزائم متتالية أمام النجاحات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري في إعادة الأمن والسلام إلى المناطق التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية المسلحة”. وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن حصيلة الاعتداء: ”استشهاد 50 مواطنا وأكثر من 105 جرحى جروح بعضهم بالغة الخطورة، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة في المنازل والبنى التحتية في المكان”. وأضافت الخارجية أن ”ما لفت انتباهنا هو أن مرتكبي هذه الجريمة قد ذكروا في بيان لهم أن هذا التفجير يأتي دعما لوفد المعارضة القادم من الرياض للتباحث مع وفد الحكومة في جنيف برعاية ستيفان دي ميستورا”. وختمت الخارجية رسالتيها بالقول إن حكومة الجمهورية العربية السورية تدعو الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة تفجيرات اليوم وغيرها من التفجيرات الإرهابية الجبانة التي استهدفت المدنيين الآمنين في العديد من الأحياء والمدن السورية.