* أحدهم كان يسرق الوصفات الطبية لوالده المتقاعد من مصلحة البريد والمصاب بالاكتئاب طالب النائب العام بالغرفة الجزائية لمجلس قضاء العاصمة بتشديد العقوبة ضد ثلاثة شبان، اثنان منهم طالبين جامعيين بكلية الحقوق بالجزائر العاصمة بتهم تكوين جماعة أشرار والمتاجرة في المؤثرات العقلية وطبيب يعمل بتعاضدية البريد بتهمة تقديم وصفة طبية على سبيل المحاباة تحتوي على مؤثرات عقلية عبارة عن حبوب ”ليريغا” الخاصة بمرضى السكري والمسكنة للآلام اقتناها أحد هؤلاء الشبان بوصفة طبية خاصة بوالده. وتم توقيف، حسب مجريات المحاكمة في استئناف الملف، بحديقة التجارب بالعاصمة الطالبين الجامعيين ”كانا وقتها يحضران لاجتياز شهادة البكالوريا” وبحوزتهما 25 قرصا من نوع ”ليريغا” الخاصة بمرضى السكري والمسكنة للآلام. وأثناء التحقيق معهما تبين أن شابا آخرا كان يوفر لهما الوصفات الطبية المتعلقة بوالده الذي كان يعمل بمصلحة البريد قبل تقاعده وأصبح يعاني من حالة اكتئاب ويقصد عيادة الطبيب المتهم في قضية الحال الذي يعمل بتعاضدية البريد لفحصه ويصف له مهدئات لعلاج الصرع والألم. واعترف الشاب الثالث، أثناء التحقيق معه، بسرقته الوصفات الطبية المتعلقة بوالده وتمكين الشابين الآخرين منها، مضيفا بأنه طلب من والده في إحدى المرات أن يطلب من الطبيب الذي يعالجه ”المتهم في الملف” أن يصف له الأدوية التي يعالج بها لجاره الذي يعاني من نفس مرضه. وبسرقته للوصفات الطبية الخاصة بوالده تمكن الشابان من اقتناء علبتين من دواء ”ليريغا”، العلبة الواحدة بها 60 قرصا، يتقاسمون بينهم في كل مرة ثمنها المقدر بثلاثة آلاف دج. وذكروا بأنهم كانوا لا يتاجرون بها بل يستهلكونها فقط منذ عام ونصف بعدما مكنهم الطبيب ”المتهم” من وصفات دون إجراء فحوصات طبية والذي أنكر ضلوعه في الأمر مؤكدا بأنه تعامل مع الشاب الذي كان يقصده بدل والده من باب الثقة ولم يكن يعلم بأنه سرق وصفاته الطبية. وأكد دفاع الطبيب بأن موكله منح وصفة طبية واحدة وليس عدة وصفات مثلما ورد في حيثيات الملف ووصف دواء ”ليريغا” المهدئ لشيخ طاعن في السن وليس لشبان لاستعماله كمخدر. أما دفاع الشبان فقد أوضح بأن موكليهم اقتنوا هذا الدواء من عند الصيدلية بوصفة طبية ”لتهدئة الأعصاب والآلام” وأضاف المحامون بأن قاضي الدرجة الأولى بمحكمة الجنح بسيدي امحمد قد أخطأ في تقديره لتكييف الوقائع وإدانته موكليهم بعام حبسا نافذا و شددوا على أن ”دواء ”ليريغا” لم يتم تصنيفه في قائمة الأدوية المحظورة بل هو عبارة عن ”مسكن للآلام” وطالب الدفاع بإفادة موكليهم بالبراءة التامة.