سطرت السلطات العمومية بولاية عنابة حملة واسعة للقضاء على أسواق الخضر والفواكه، ينتظر أن تستمر إلى غاية صائفة السنة الجارية، توازيا وإنهاء أشغال مختلف الأسواق المغطاة المعنية باستقبال مئات التجار الفوضويين عبر ضواحي وسط مدينة عنابة. كانت العملية التي تدخل في تنفيذ مراحلها عناصر الأمن قد بدأت من أحياء بن باديس، حي البرتقال وليليزا، حيث تم تحويل 79 تاجرا إلى السوق الجواري بحي واد الفرشة، والذي سيكون مقر نشاطهم، حيث ستتم عملية تنظيمهم إداريا من خلال إعفائهم من الضرائب لمدة سنتين، فيما سيتمكنون من إنهاء كامل إجراءات التأمين من أجل ضمان راتب للتقاعد لاحقا، وهو الأمر الذي سيضفي على هذه النشاطات الفوضوية أكثر نظاما وانضباطا، ناهيك عن استعادة الأحياء لمنظرها وإنهاء أزمات المرور الناجمة أساسا على الانتشار العشوائي لعشرات عربات الخضر والفواكه في قلب المدينة. من جانب آخر، وعلى غرار حي الخامس جويلية، ينتظر أن تتم عمليات تحويل سوق الخضر والفواكه الفوضوي بحي ”لاكولون” إلى مقر ديوان الخضر والفواكه بحي إفريقيا، والمغلقة أبوابه منذ سنوات لإنهاء إشكالية تراكم فضلات الباعة عبر وسط الحي العتيق، وتحديدا في حي الغزالة، هذا المعلم التاريخي الذي استغل لأكثر من 20 سنة في تخزين وعرض مختلف أنواع الخضر والفواكه التابعة للتجار الفوضويين من أبناء الحي، والذي حولوه إلى ملكية خاصة واعتبروا أن حق حيازته أمر طبيعي لا يمكن أن تمنعه قرارت أمنية أوقرارات السلطات الولائية. وفي هذا السياق أكد المعنيون رفضهم الانتقال إلى أي مكان يكون بعيدا عن مقر سكناهم على اعتبار وجود زبائنهم في عين المكان. كما تجدر الإشارة أن جميع عمليات عناصر الأمن لمنع سوق حي ”لاكولون” كانت قد باءت بالفشل خلال السنتين الماضيتين بسبب تمسك المعنيين بمزاولة نشاطهم في هذا الحي العتيق الذي يعتبر تحفة تاريخية تم إهمالها منذ سنوات، إلى غاية اتخاذ قرار وضع حد للانتشار والتوسع العشوائي لأسواق الخضر والفواكه عبر أحياء وسط مدينة عنابة، في خطوة لإعادة النظام الذي كان أمرا مفقودا، نجم عنه تلف شبه كامل للعمران من طرقات وأرصفة تطلب تخصيص الملايير لإعادة تهيئة وترميم نسبة ضئيلة منها، فيما تنتظر غالبية أحياء وسط المدينة التفاتة جادة من المسؤولين المحليين لتوسيع عمليات التهيئة والصيانة وتجديد الطرقات والأرصفة ومتابعة وتيرة الأشغال المتوقفة منذ قرابة السنة في بعض الأحياء.