تواصل السلطات المحلية لعنابة في مشروعها الرامي للقضاء على الأسواق الفوضوية، التي باتت تنتشر في مختلف البلديات، مشوهة المنظر الجمالي والحضري للمدينة، حيث تنتشر بطريقة عشوائية محتلة الأرصفة والطرق مخلفة للنفايات التي يتركها الباعة الفوضويون دون أن يكلفوا أنفسهم عناء تنظيف المكان الذي يحتلونه. قررت السلطات المعنية تطهير جميع البلديات والأحياء من الأسواق الفوضوية، ومحاربة التجارة الموازية، التي أصبحت تشكل خطرا على صحة المستهلك لا سيما المواد الغذائية، والتي يبيعها أغلب التجار منتهية الصلاحية، ولذلك عملت ولاية عنابة على غرار مختلف ولايات الوطن على محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها وتحويل التجار الفوضويين للأسواق الجديدة التي شيدت لأجلهم. في هذا الصدد أمر والي ولاية عنابة يوسف شرفة، المصالح الأمنية بالقضاء على الأسواق الفوضوية، بعد التقارير التي وصلته حول تفشي ظاهرة التجارة الموازية وما يخلفه الباعة من فوضى، وفي هذا الإطار برمجت مصالح أمن عنابة مخططا استراتيجيا لتضييق الخناق على الباعة الفوضويين، والذين ينتشرون بصفة كبيرة في كل من “شان دو مارس”، “قامبيطا”، “بلاس دارم”، “رحبة الزرع” وأحياء أخرى فتحت الباب على مصراعيه أمام السرقة بسبب الاكتظاظ، وخلقت شجارات متواصلة بين سكان العمارات المقابلة للتجار القادمين حتى من خارج ولاية عنابة، وبين أيضا أصحاب المحلات التجارية والذين تقدم العديد منهم بشكاوى للمصالح المختصة. هدم 240 خانة فوضوية تشهد العديد من شوارع عنابة يوميا لعبة “الكر والفر” بين هؤلاء الباعة ورجال الأمن، حيث يصطف التجار بطاولاتهم على طول الطريق غير آبهين بالتعليمات الصادرة بمحاربة التجارة الفوضوية، وبمجرد رؤية رجال الأمن تبدأ رحلة المطاردة، حيث يحمل الباعة ما تسنى لهم من سلع، لتبقى الغلبة للأشطر. آخر عملية شهدتها ولاية عنابة تمثلت في تهديم بحر هذا الأسبوع أكبر سوق فوضوي بحي “واد الفرشة”، حيث أزالت سلطات بلدية عنابة، بحضور والي الولاية يوسف شرفة، ورئيس الدائرة كمل معتوق ورئيس البلدية فريد مرابط، أزيد من 240 خانة فوضوية، تنشط في مجال بيع الخضر والفواكه، بعد أن تم إرسال إعذارات لجميع المعنيين لإخلاء أماكنهم. وتم تحويل الباعة إلى السوق الجواري المغطى الجديد بذات الحي، وسط تعزيزات أمنية مشددة، واعتقال عدد من التجار الذين حاولوا عرقلة سير العملية التي سخرت لها مختلف الإمكانيات المادية والبشرية للقضاء على هذا السوق الفوضوي، والذي نجم عنه العديد من المشاكل على غرار عرقلة حركة المرور، وانتشار القمامة الناجمة عن رمي بقايا الخضر والفواكه. وفي عمليات مشابهة شهدت الولاية على مدار السنوات الأخيرة القضاء على العديد من الأسواق الفوضوية، على غرار ترحيل تجار السوق الفوضوي المحاذي لأروقة الصفصاف والذي يضم أزيد من 100 تاجر غير شرعي وتحويلهم إلى السوق المهيّأ، إضافة إلى ترميم وإعادة تهيئة سوق حي واد الذهب المعروف ب«سوق الليل”، والذي خصص له فيما سبق 3 ملايير سنتيم، إلى جانب تهيئة سوق “المناديا” وربطه بالكهرباء وتوسيع خاناته التجارية، فضلا عن القضاء على الطاولات الفوضوية بسوق الخضر والفواكه بحي بوزعرورة ببلدية البوني. إنجاز أسواق تجارية أولوية أشار مصدر مقرب ل«الشعب” أن السلطات الولائية، تعمل منذ زمن على القضاء على كل ما هو فوضوي بداية بالتجارة الموازية، وذلك بهدف محاربة التشويه الحضاري للمدينة والقضاء على أوكار السرقة، بعد أن قامت بإحصاء كامل الباعة الفوضويين في إطار الحملة التي بادرت إليها وزارتي الداخلية والتجارة بهدف العمل وفق القوانين المنظمة لهذه المهنة. وأشار محدثنا أنه تم رصد مبلغ مالي معتبر سواء لانجاز أسواق تجارية أو إعادة تهيئتها وترميمها، مؤكدا أن مصالح البلدية من أولوياتها محاربة التجارة غير الشرعية، وتقديم البديل للتجار للعمل في أطر قانونية، وذلك من خلال انجاز منشآت تجارية عبر مختلف الأحياء والبلديات، وقال بأن السلطات المحلية ستعمل على أن لا تستغل الطرقات التي يتم تصفيتها من الأسواق الفوضوية من قبل تجار آخرين، حيث ستكون لهم مصالح الأمن بالمرصاد. من جانب آخر وبالرغم من الجهود التي تبذلها مصالح الولاية لأجل القضاء على الأسواق الفوضوية، إلا أن هذه الظاهرة ما تزال منتشرة بشكل لافت للانتباه، حيث ما تزال مختلف شوارع عنابة يغزوها الباعة الفوضويون محتلين الطرقات والأرصفة غير مبالين بالتعليمات الصادرة ولا برجال الأمن، حيث ينتشرون أمام سوق الحطاب، شون دومارس، رحبة الزرع المتواجدين وسط المدينة.. والإشكال المطروح أن هؤلاء الباعة إن لم يستفيدوا من محل تجاري فإنهم يتركون هذا الحي لعرض منتجاتهم بحي آخر.