انطلقت، أمس الأول بالبليدة، فعاليات الصالون الولائي لمربى الحمضيات في طبعته الثانية وسط مشاركة أكثر من 30 عارضا، يمثلون بدورهم الجمعيات المشاركة ونساء حرفيات أبدعن في إنتاج مختلف أنواع المربى. ليكون لمرضى داء السكري نصيب بإنتاج مربى حمضيات يتوافق وحالتهم الصحية. صناعة المربى في البيت لا يعتبر حديثا عند الجزائريات، خاصة بالمناطق الحضرية، حيث تفننت أناملهن في إعداد أنواع المربى بنكهات مختلفة، وفق الفواكه الموسمية المتوفرة لدى كل منطقة من مناطق الجزائر. ليكون هذا الجانب من المطبخ فرصة منافسة بين النسوة في بيوتهن، باستعراض أحسن وصفة أمام الجارات والقريبات زمن الضيافة. كما تطور تقديم المربى مؤخرا باستخدام قوالب مختلفة حسب الذوق، كما تزايد استثمار أنواع الخضر والفواكه المستعملة في صناعة المربى أو”المعجون”، حسب ما يتداوله الجزائريون. على هذا الأساس تم تنظيم الصالون الولائي لمربى الحمضيات، وعرف حفل الانطلاق الذي أشرف عليه مسؤولون عن مديريتي الثقافة والشباب والرياضة حضور الجمهور الذي تعرّف على الكثير من المنتجات المعروضة من مأكولات ومستلزمات الديكور وغيرها. وتزينت أجنحة المركز الثقافي محمد خديوي، المحتضنة لهذه التظاهرة، بمختلف المأكولات التي تفننت في تحضيرها المشاركات، انطلاقا من شتى أنواع الحمضيات المعروفة بها المتيجة كالبرتقال، الليمون، النارنج، السفرجل، اليوسفية و”التشوينة”، أي البرتقال الصغير، حيث تم استغلال هذه المنتوجات المعروفة محليا في شكل مربى وحلويات. وتهدف التظاهرة حسب فروج حفيظة، مختصة في فن الطبخ والحلويات، وكذلك صاحبة المعرض الذي ينظم بالتنسيق مع جمعية علوم وآفاق ومديرية الشباب والرياضة، إلى إحياء فن تحضير شتى أنواع المربى الذي طالما كانت تشتهر به مدينة الورود من خلال وصفات الجدات التي تم توارثها منذ القدم، وربط الجيل الجديد بالقديم من خلال تشجيع تحضير هذا النوع من المحلى الذي لاتزال الكثير من العائلات البليدية تزين موائدها به. ويلاحظ الزائر للمعرض شتى أنواع المربى الذي أبدعت في تحضيره النساء المشاركات مع منحه لمسة عصرية، إضافة إلى عدد من أنواع الحلويات المصنوعة بكريمات الحمضيات. وذكرت إحدى المشاركات أن منتوجها المعروف محليا بمعجون ”الطرف” يعرف رواجا وطلبا من طرف المواطنين، لاسيما في المناسبات الحميمية كالخطبة وحفلات الختان، مشيرة إلى تشبث العائلات البليدية بالأطباق التقليدية الأصيلة. كما أوضحت أخرى أن تقديم مربى الحمضيات في مختلف المناسبات والحفلات شكل تنافسا بالنسبة للعائلات البليدية اللائي تحرصن على تقديمه في أحسن صورة. يجد الزائرون من مرضى السكري ضالتهم في هذا الصالون بعدما أبدعت فلاح في تحضير مربى خاص بهم بشتى أنواع الحمضيات. كما سيشكل المعرض لقاصديه فرصة للتعرف على كيفية تحضير مختلف أنواع المربى، من خلال فتح باب التسجيلات أمام الراغبات لذلك. وسيختتم الصالون الذي سيدوم إلى غاية مساء يوم الخميس بتقديم شهادات للمشاركات وجوائز على المتفوقات عن أحسن ذوق مربى وأحسن ديكور.