وسط أجواء من البهجة والمرح والنكهة الجذابة احتفى الجزائريون على مدى خمسة أيام بالشوكولاتة وأيضا بالكثير من الحلويات والمرطبات وحتى البوظة والمشروبات التي تدخل هذه المادة في تركيبتها وأكدوا حبهم وعشقهم لها، وهو ما يترجمه إقبالهم الكبير وبالآلاف على الطبعة الثانية من صالون الشوكولاتة والحلويات الذي احتضنه قصر المعارض صافيكس بالجزائر العاصمة خلال الفترة الممتدة بين الحادي عشر والخامس عشر من شهر فيفري الجاري. روبورتاج / عبد الحكيم اسابع فكما باريس وبروكسل ونيويورك وشنغهاي وبكين وطوكيو ومدريد وموسكو وغيرها من المدن العالمية فقد صار للجزائر صالونها للشوكولاتة الذي أبى منظموه إلا أن يضربوا موعدا مجددا لعشاق هذه المادة الغذائية اللذيذة بمختلف أنواعها وماركاتها المحلية والعالمية، واختاروا هذه المرة قصر المعارض بعد أن تم تنظيم الطبعة الأولى في أحد المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة. وقد شهدت طبعة هذه السنة من الصالون الذي أشرفت على تنظيمه وكالة '' أكا أم أم سي '' المتخصصة في التسويق والاتصال، مشاركة 26 عارضا يمثلون مختلف الدول الرائدة في هذا المجال على غرار بلجيكا وفرنسا وكندا وتركيا وحتى بعض البلدان العربية و المغاربية على غرار السعودية وتونس والمغرب، التي أبت بدورها إلا أن تبرز تجربتها، رغم هذه المشاركة التي لم تتم بشكل مباشر وإنما من خلال وكلائها التجاريين في الجزائر، كما يشارك عارضون ومدارس متخصصة من الجزائر. حيث تقول إسمهان أكات، مسؤولة الصالون وهي مستشارة لدى الوكالة المنظمة للتظاهرة وصاحبة فكرة صالون الجزائر للشوكولاتة والحلويات بالجزائر '' أتابع منذ سنوات تظاهرات صالون الشوكولاتة عبر العالم التي تجذب العديد من عشاق المتعة والرفاهية من مختلف الفئات والأعمار إلى جانب المتعاملين في السياحة و الفندقة والإطعام، وأردت نقل هذه التجربة إلى الجزائر نظرا لحب الجزائريين وعشقهم للشوكولاتة، وأعتقد أن هذه المبادرة قد كللت بالنجاح حيث استقطبت الطبعة الأولى من الصالون آلاف الزوار قبل أن يتضاعف العدد في الطبعة الثانية'' مضيفة '' نسعى لأن يصبح صالون الجزائر للشوكولاتة حدثا عالميا معروفا في جميع أنحاء العالم في المستقبل''. 26 عارضا من مختلف دول العالم وإقبال كبير وعن سبب اقتصار المشاركة الأجنبية على الوكلاء التجاريين دون الحضور المباشر للشركات الأجنبية التي تنتج العلامات، المشاركة أرجعت مسؤولة المعرض السبب إلى حداثة تجربة الصالون وقالت أن الوكالة التي ستشرف على التنظيم ستوجه الدعوة مستقبلا للمنتجين المباشرين لأهمية مشاركتهم – كما قالت - وذلك من أجل احتكاكهم المباشر مع المنتجين والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين وتبادل الخبرات فيما بينهم وفسح المال بالتالي لإبرام اتفاقيات الشراكة فيما بينهم وقالت '' لقد بلغني أن بعض أشهر منتجي الماركات العالمية للشوكولاتة ابدوا استعدادهم للمجيء والاستثمار في الجزائر التي تتوفر على سوق واعدة''. واعتبرت المتحدثة أن ثمة الكثير من العوامل والحوافز التي يقدمها مناخ الاستثمار في الجزائر أن تؤدي إلى ازدهار الصناعات المرتبطة بإنتاج الشوكولاتة والحلويات ومختلف المواد الغذائية ذات الصلة في الجزائر وبالتالي تحقيق قيمة مضافة أخرى للاقتصاد الجزائري، من خلال فتح أسواق جديدة للمنتجات الجزائرية وفق المعايير الدولية والتفتح من خلالها على التظاهرات والأسواق الخارجية، إضافة إلى تلبية الطلب المتزايد في السوق الجزائرية على مثل هذه المنتوجات ذات النوعية الجيدة سيما في ظل تزايد الوعي بما تحتويه من قيمة غذائية. منافسات بين مدارس الطبخ و استعراض للمهارات شغلت أنشطة الصالون الدولي للشوكولاتة والحلويات الذي احتضنت فعالياته إحدى القاعات الكبرى لقصر المعارض، والتي تعطرت برائحة الشوكولاتة ومستخلصاتها، اهتماما كبيرا من قبل مختلف فئات الزوار الذين سحرتهم مختلف الأنواع المعروضة التي اختلفت بين الشوكولاتة السمراء، الداكنة والبيضاء، سواء في شكل قوالب أو لوحات إلى جانب القطع الصغيرة فضلا عن المجسمات منحوتة لمقام الشهيد وتشكيلات فنية أخرى، كما احتك الذواقون وعشاق الشوكولاتة بالعديد من الطهاة المحترفين الذين أبدعوا في تقديم تلك التشكيلات الساحرة واللذيذة في آن واحد والتي من بينها أصنافا محشوة بالفاكهة أو بالمكسرات وحتى بالمربى، مع الحرص على تقديم إرشادات حول طريقة غمس حلويات البسكويت في مستحضرات كريمات الشوكولاتة المختلفة وتناولها، فيما انخرط فريق من الطهاة في منافسات بين مدارس الطبخ وآخرون في استعراض مهاراتهم وتقديم تدريب في عين المكان للراغبين، في إعداد الشوكولاتة والحلويات والمرطبات التي تدخل الشوكولاتة كمادة أساسية في تركيبتها. وراح رواد المعرض بالمناسبة يسابقون الزمن لتذوق آخر الإبداعات التي قدمها الطهاة والمتسابقون في المنافسات التي تم تنظيمها بين المدارس المشاركة مختلف أنواعها ومذاقاتها. من جهة أخرى شارك في ذات الصالون، بدعوة من المنظمين بعض من أفضل مصممي الشوكولاتة العالميين، يمثلون عددا من أكبر الشركات العالمية من بينهم، باتريك كازولا بطل العالم في الحلويات لسنة 1993 وألان غيني وجيرار موايان بريسو أحد أبرز الطهاة الفرنسيين المتخصصين في الشوكولاتة إلى جانب السويسري ألان باتريك فوكوني الحائز على الميدالية الذهبية في صناعة الشوكولاتة سنة 2014. كما أحضرت المؤسسة الجزائرية الخاصة '' محياس '' المتخصصة في منتجات المخابز والحلويات و الشوكولاتة، طهاة أتراك، إلى الصالون أين أبدعوا بدورهم في صناعة العديد من قوالب الحلوى و الشوكولاتة الفخمة التي تتميز بها مؤسستهم الأم التي تزود مؤسسة ''محياس'' بالمواد الأولية. وبحسب إسماعيل بغريش فإن الشريك التركي '' لمؤسسته المعروف بعلامة '' بولين فوود '' أبدى استعداده لتكوين طهاة جزائريين مجانا بمعدل طاه واحد كل سنة إلى جانب إبداء استعداده للاستثمار في الجزائر. ولأن الأذواق مختلفة، فقد حاولت بعض الشركات الحاضرة في هذا المعرض ومن بينها شركة '' سامفور '' الجزائرية للأفران والعتاد بجذب المستهلكين عبر شرح القيمة المضافة لحلويات لها جمهور انتقائي في ولعه بالشوكولاتة، من خلال الوصفات التي كان يحضرها الطاهي المحترف، عمي محمد حابل، الذي انبهر الزوار بطريقة عمله وسرعته في تشكيل مختلف أشكال الشوكولاتة والحلوى، وهو صاحب التجربة في صنع الشوكولاتة والحلويات ب 44 سنة كاملة والذي يأمل دخول موسوعة '' غيناس '' للأرقام القياسية العالمية فيما يتعلق بسرعة التحضير والتشكيل. كما تفننت وتألقت بعض الطاهيات على مستوى جناح شركة " بيسكو فروي '' القادمة من ولاية بسكرة في تقديم تشكيلات من الحلويات المحضرة بالشوكولاتة والمزدانة بقطع البسكويت اللذيذة التي تصنعها هذه المؤسسة التي تشغل حاليا 200 عامل. من جهتها حرصت دار '' منتيرو '' الجزائرية، لصناعة الشوكولاتة التقليدية بالجزائر العاصمة على إبراز ما تتميز به في صنع مختلف أصناف الشوكولاتة السوداء والحلويات التي تدخل في تركيبها هذه المادة، وهي المؤسسة العائلية التي لا تزال تعمل تحت الطلب وتلبي طلبيات العائلات والأفراد عبر الوطن وفي الخارج أيضا لكنها ترفض، السيدة نادية بوعبد الله صاحبة العلامة، تسويق منتوجها في المحلات. دعاية تعتمد على المزايا الصحية ولا يعتبر المذاق الرائع وحده ما يجذب كل زوار هذا المعرض، فالشوكولاتة توفر أيضا لمستهلكيها فوائد صحية عدة بدنية ونفسية، وهو ما يحرص على إبرازه الكثير من العارضين، الذين دخلوا في رحلة سباق لتقديم دعاية بطريقة ذكية بإبراز أهمية المنتوج من الناحية الصحية، من بينهم الشاب المغترب محمد الطاهر علواش الممثل الحصري للعلامة البلجيكية الشهيرة '' كافاليي'' الذي أكد للنصر بأن منتوج المؤسسة التي يتعامل معها وسيكون ممثلها الحصري في الجزائر ابتداء من مطلع شهر مارس المقبل، خال من السكر الطبيعي وتعتمد في تحضيرها على السكر المستخلص من نبتة '' ستيفيا '' الذي لا يؤدي إلى رفع نسبة السكري في الدم ولا يؤدي إلى تسوس الأسنان ولا إلى البدانة، مشيرا إلى أن الكثير من الزبائن الجزائريين الذين زاروا جناحه، ذواقون للشوكولاتة من الطراز الأول و '' يثمنون الجودة ويبحثون دائما عن معلومات إضافية حول من يصنع ويطور هذه الحلوى''. وابرز المتحدث للنصر بأن المنتج الأصلي للعلامة التي يسوقها سواء في شكل قطع أو في شكل مادة نصف مصنعة، قد أبدى رغبته في دخول السوق الجزائرية. من جهتها حرصت فاطمة مصباحي ممثلة شركة '' إدمارك العالمية '' الماليزية، في الجزائر، على إبراز الخصائص الصحية ومنافع المكملات الغذائية الموجهة للرشاقة والصحة والتخلص مما عبرت عنه بالسموم الغذائية، ملفتة إلى أن منتوجات الشركة التي تدخل في تركيبتها مادة الشوكولاتة خالية من المواد الحافظة التي كثيرا ما تسبب تعقيدات صحية. وفيما حرص الكثير من العارضين على الترويج للمنتوجات المختلفة التي تعرضونها بإبراز فوائدها الصحية، فقد أبدى زوار وزبائن بدورهم إلمامهم بهذه الجوانب على أساس أن تناول الشوكولاتة يساعد في تحسين الذاكرة لدى الأشخاص المتقدمين في السن، وأن شرب الشوكولاتة كل يوم لمدة شهر يساعد في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، استنادا إلى ما توصلت إليه آخر البحوث الطبية فضلا عن إبداء المعرفة بأن لتناول الكاكاو على نظام القلب والأوعية، لغناه بمادة مضادة للأكسدة. الحاصل إن الشوكولاتة إغراء يصعب مقاومته، فطعمها لذيذ يذيب القلوب، وتهب الإنسان شعورا بالدفء والحنان، وتعشقها النساء عندنا أكثر من الرجال حد الإدمان، فرغبتهن الملحة بتذوق مذاقها اللذيذ يمنحهن الراحة النفسية كما تؤكد الكثيرات، ويزيل عنهن القلق والاكتئاب النفسي، كما إن الشوكولاتة هدية رائعة أصبح تقديمها يتم بشكل ملفت في مناسبات عديدة، كزيارة المرضى والأفراح، وقد أصبح هذا النوع من الهدايا تقليدا جزائريا جميلا وهو آخذ في التوسع''.