العطاء والإبداع، سمة المرأة الجزائرية، والسيدة فاطمة مغيلي نموذج، حيث كرست حياتها لتربية أبنائها وتأمين مستقبلهم، قررت شغل وقت فراغها بتطوير صنعة عانقت أناملها منذ صغرها، فأبدعت في ابتكار أنواع جديدة من المعجون، زاوجت فيها بين الفواكه والخضر، لقيت إعجاب كل من تذوّقها، وتطمح اليوم لتوسيع نشاطها واقتحام السوق بما تبتكره من أنواع. عرضت الحرفية فاطمة مجموعة متميزة من المعجون بمعرض أقيم مؤخرا بالعاصمة، أين عرف منتوجها إقبالا كبيرا للتذوق أو للشراء. وعن بدايتها مع صناعة المعجون حدثتنا قائلة:«أنا من سكان ولاية تلمسان، أقيم بمنزل تحيط به أشجار الفواكه المختلفة على غرار الكرز، والليمون، حبي للفاكهة دفعني إلى تحويلها إلى معجون، حيث كنت في البداية أتّبع القاعدة المعروفة في صناعة المعجون، وهي انتقاء نوع معين من الفاكهة وتحويله إلى معجون على غرار معجون البرتقال، أو المشمش، وأقدمه لأفراد عائلتي ليستمتعوا به خاصة وأن بعضهم يأبى تناول بعض الفواكه”. وأردفت قائلة ”مع مرور الوقت وبعد تجريبي لكل أنواع الفواكه وتحويلها إلى معجون بما في ذلك الرمان، والبطيخ، والهندي كما يسميه البعض ”كرموص النصارة” وهي من الفواكه التي التي قلما نجدها بالأسواق على صورة معجون، قررت أن أبحث عن أنواع جديدة لاسيما وأنّ هذه الأخيرة باتت معروفة، فرحت أفكر في إمكانية مزج بعض الفواكه مع الخضار علي أبدع أذواقا جديدة، وكان أول ما خطر ببالي القرعة، كونها من الخضر التي لا يحبها بعض الناس لاسيما الأطفال، أمّا الفاكهة التي تناسبها هي البرتقال، وبالفعل بعد أن مزجت هاذين النوعين نتج لدي نوع جديد من المعجون بذوق مميز لقي إعجاب كل من تذوقه، وبعد نجاح هذه التجربة رحت أجرب مزج أنواع أخرى من الخضروات مع الفواكه، وفي كل مرة أقدم لعائلتي ولزبائني أنواع مختلفة بنكهات طيبة كان آخرها ابتكاري لمعجون يحوي خمسة أنواع من الفواكه والخضر أطلقت عليه اسم مربى شتوي”. تملك اليوم الحرفية فاطمة في رصيدها40 نوعا من المعجون، وتتطلع لابتكار أنواع جديدة تعمل اليوم على تجربتها، غير أنها لم تكتفي بالخوض في عالم الفواكه فقط بل قررت أيضا تجريب معجون الخضر، فراحت تمزج بعض الخضروات وتصبير أخرى، وحول هذا قالت ”عندما أفرغ من أداء أعمالي المنزلية وأدخل المطبخ، تبدأ الأفكار في التدفق إلى مخيلتي بمجرد ملامسة يدي للخضر، فأقوم على الفور بتجريب وخلط بعض الخضروات أوتصبير البعض الآخر معا للخروج بأذواق مختلفة. تعتز الحرفية فاطمة بصنعتها التي قالت عنها إنها ملأت وقت فراغها، وأكسبتها ثقة في نفسها وجعلتها امرأة منتجة، كما تنصح النسوة باستغلال أوقات الفراغ وتعلم بعض الصناعات أوالحرف ليثبتن وجودهن ويتحولن إلى نساء فاعلات بالمجتمع.