يستعد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للقيام بجولة مغاربية، الهدف منها الدفع باتجاه حل قضية آخر مستعمرة إفريقية، وستشمل الزيارة مخيمات تندوف والجزائر وموريتانيا وإسبانيا. ويذكر أنّ الزيارة لن تشمل المغرب المعني الأول بهذه القضية إلى جانب جبهة البوليساريو، لكونه يحتل الأراضي الصحراوية، منذ الجلاء الإسباني عنها. ولعل أهم ما يثير الانتباه في زيارة كي مون، هو زيارته لمنطقة بئر لحلو في الصحراء الغربية المحتلة مباشرة بعد زيارة مخيمات اللاجئين بتندوف، ولقاء الرئيس محمد عبد العزيز، وهو الأمر الذي يدل على وجو خلاف وتوتر حقيقيين بين الرباط والأمانة العامة للأمم المتحدة. ويرى فيها مراقبون إنصافا ضمنيا لسيادة جبهة البوليساريو على هذه الأراضي التي يسميها الصحراويون ”أراض محررة”، فيما يزعم المخزن أنها مغربية وأنه انسحب منها طواعية حتى لا تصطدم قواته بالجيش الجزائري، رغم أنّ تواجد الجيش الجزائري يقتصر على الأراضي الجزائرية فحسب. واعتبر موقع ”الف بوست” المغربي ”زيارة كي مون بمثابة تحد حقيقي ضد المغرب الذي منعه من زيارة العيون، فاختار منطقة تابعة لمنطقة النزاع ولكنها تحت سيطرة البوليساريو، وهي بئر لحلو”. وأضاف الموقع أنّ ”كي مون سيبرر زيارته الى بئر لحلو بأنها جزء من الصحراء المتنازع عليها، وأنه يمتلك تفويضا إلزاميا من مجلس الأمن الذي طالبه منذ أسبوعين بضرورة زيارة منطقة النزاع، وأن بها قاعدة لقوات المينورسو”. وأضاف الموقع إن ”الزيارة تعتبر قرارا سياسيا بامتياز، وفي الوقت ذاته، تعتبر مواجهة مفتوحة بين المغرب والأمم المتحدة وأعلى درجات التوتر بين الطرفين. ومن المنتظر أن يترتب عن زيارة بان كي مون إلى بئر لحلو امتناع الرباط عن استقباله خلال الصيف المقبل في انتظار اختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة سنة 2017”. وفي السياق، ذكرت تقارير إعلامية أن العاهل المغرب محمد السادس غضب رئيس الحكومة التونسي الحبيب الصيد، لأسباب تتعلق بقضية الصحراء الغربية المحتلة. وحاول محمد السادس جر الصيد إلى العيون المحتلة واستقباله هناك، لكن رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد تفطّن للمكيدة وأجل زيارته التي كانت مقررة قبل أسبوعين للمملكة المغربية. وقالت مجلة ”جون أفريك” في مقال لها على موقعها الإلكتروني أن أسباب التأجيل كانت بسبب قضية الصحراء الغربية وليس بسبب وعكة صحية تعرض لها لحبيب الصيد. وقالت مصادر: ”ما أثار حفيظة محمّد السادس هو ذلك اللقاء الذي جمع بين برلمانيين تونسيين ولجنة تونسية معروفة بمساندتها لجبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، على هامش أشغال المؤتمر الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية الذي انعقد، نهاية العام الماضي، في جنوب إفريقيا”. يذكر أنّ وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، قام في ال 26 فبراير الماضي بزيارة للعاصمة الرباط التقى خلالها بوزير الخارجية صلاح الدين مزوار ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران.