تطرق شيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان في حوار خص به صحيفة ”العربي الجديد”، بالحديث عن اللؤلؤة رياض محرز، وعن المنتخب الوطني الجزائري الذي يمتلك مجموعة من النجوم المغتربين، وكذا كيفية التعامل مع الاتحاد الفرنسي بخصوص تحويل اللاعبين الدوليين. سعدان، الذي تعرض للتهميش، على الرغم من الانجازات الكبيرة التي حققها مع الخضر، أكد أنه لم يعتزل مهنة التدريب ويرغب في تسليم المشعل للأجيال القادمة، لكنه لم يجد الإطار المناسب. ”لم اعتزل التدريب وعلاقتي مع روراوة لا تزال طيبة” وتطرق المدرب السابق للمنتخب الوطني الجزائري بالحديث عن الفترة التي اعقبت استقالته من تدريب المنتخب الوطني الجزائري وابتعاده لحد الآن عن مهنة التدريب، حيث قال في هذا الصدد: ”لم أعتزل التدريب، ولكن الظروف هي التي فرضت عليّ عدم خوض تجارب أخرى، سواء في الجزائر أو خارجها، لقد عشت فترات صعبة بعد مونديال 2010 والطريقة التي غادرت بها المنتخب جعلتني أفضل الإبتعاد مؤقتا عن الملاعب”. وعن علاقته برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، الحاج محمد روراوة قال مهندس ملحمة ام درمان: ”العلاقة بيني وبين الحاج روراوة لا تزال طيبة، كل ما في الأمر أنني كنت أريد أن نستثمر في الديناميكية التي نشأت بفضل تأهلنا التاريخي إلى كأس العالم 2010 وعودة الروح للكرة الجزائرية، من خلال وضع برامج كبيرة لبناء مراكز تكوين والعودة إلى العمل القاعدي، لاسيما وأن الدولة كانت ترغب في تمويل مثل هذه المشاريع، لكن بعض المسؤولين في الكرة أهملوا هذه البرامج”. ”روراوة عرض علي المديرية الفنية لكنني رفضت” وفي السياق قال الشيخ سعدان أن رئيس الفاف محمد روراوة ألح عليه لتولي مسؤولية المديرية الفنية لكنه رفض عرض الفاف، حيث قال في هذا الصدد: ”روراوة عرض علي تولي مهمة المديرية الفنية ورفضتها بعد تفكير ملي، لأنني رأيت أنهم لا يريدون الذهاب إلى الحلول الحقيقية لتطوير كرة القدم في الداخل، ويفضلون الحلول السهلة، وبالتالي الحديث عن إدارة فنية والتخطيط والبرمجة على المدى المتوسط والبعيد ليس من أولويات الفاف”. ”محرز لا يشبه عصاد وتركيبة ليستر سيتي ساهمت في تألق رياض” وعن الموهبة الجزائرية التي تصنع الحدث مؤخرا في الدوري الانجليزي الممتاز قال سعدان: ”رياض محرز لاعب مهاري وممتاز، وفوق الميدان أظهر إمكانيات لم يكون أحدا يراها فيه لاسيما منذ بداية الموسم الجاري، أين شاهدنا كيف تحول محرز من مهاجم عادي في إنجلترا إلى ساحر يصنع الفارق”. وأضاف المدرب السابق لفريق وفاق سطيف متحدثا عن السبب الذي ساهم في تألق محرز: ”حسب رأيي تركيبة فريق ليستر سيتي وروح المجموعة التي تسود هذا الفريق جعلت محرز يلعب براحة كبيرة ويحس بأنه فرد من العائلة، وهذا مهم جداً من الناحية البسيكولوجية”. كما تطرق سعدان كذلك إلى قضية تشبيه محرز بالنجم السابق للمنتخب الوطني صالح عصاد قائلا: ”عصاد لاعب خارق للعادة ولديه قوة بدنية أكبر من قوة محرز وسرعته أكبر من سرعة محرز وظروفهما في ممارسة الكرة مختلفة تماماً، لكنني أفضل تشبيه محرز بلاعب دولي آخر هو رياض بودبوز، فكلاهما لديه لمسة سحرية باليسرى والاثنان يملكان قدرات هجومية عالية”. ”على محرز أن يغادر ليستر من الباب الواسع” كما تحدث القائد السابق للعارضة الفنية للخضر عن قضية تسيل الكثير من الحبر حاليا وتتعلق بمستقبل محرز مع فريقه ليستر سيتي وعن إمكانية مغادرته للثعالب الموسم القادم، حيث قال في هذا الصدد: ”بقاء محرز في ليستر سيتي فكرة مقبولة، لكن حسب رأيي لو يغادر مع نهاية الموسم سيكون أحسن بالنسبة له، لأنه من الصعب على ليستر تكرار سيناريو هذا الموسم العام القادم، وكل الفرق ستحسب لليستر أكثر من قبل، وبالتالي مغادرة ليستر من الباب الواسع بعد موسم رائع ولما لا التتويج بلقب تاريخي سيكون أحسن لرياض من المغامرة بالبقاء مع الثعالب”. ”البارصا والريال خطر كبير على محرز ومانشستر يونايتد الأفضل بالنسبة له” وعن مسألة اهتمام البارصا والريال بخدمات الدولي الجزائري قال: ”من الصعب جداً على محرز فرض وجوده في نوادٍ مثل البارصا والريال، فهذه النوادي لديها نجوم عالميون ومحيطها من الصعب التأقلم معه، وانظروا ما حدث لعدة نجوم فشلوا في برشلونة وحتى في ريال مدريد وحسب رأيي الانتقال إلى مثل هذه الفرق مجازفة كبرى لمحرز وعامل اللغة ليس في صالح لاعبنا الجزائري، ببساطة برشلونة والريال خطر على رياض”. وأضاف قاهر الفراعنة قائلا: ”الدوري الإنجليزي هو الأقوى في أوروبا ورياض تأقلم كثيراً مع أجواء إنجلترا والأحسن له أن يبقى في هذا الدوري، لكن عليه أن يرتقي إلى فريق آخر يتحسن معه ويجني ألقاباً أخرى، وأظن أن مانشستر يونايتد هو الفريق الذي يليق بمحرز حالياً، ففريق مانشستر يونايتد في الظرف الحالي يمر بفترة انتقالية ويبحث عن تشكيلته منذ موسمين ولو يلتحق محرز بهذا الفريق سيفرض وجوده كأساسي وسيبني عليه المدرب قاطرته الهجومية، وهو ما سيسمح ببقاء رياض في مستواه العالي”. ”العشرية السوداء أضرت بالكرة المحلية والمحترفون أعادوا لنا الأمل” وتحدث الشيخ سعدان عن قضية المحترفين والمحليين، حيث عبر عن رأيه بصراحة فيما يخص هذه القضية التي لا تزال تسيل الكثير من الحبر: ”يجب أن نضع الأمور في إطارها، والجزائريون ليسوا فقط من يعيش على التراب الجزائري بل موجودون في كل العالم ولديهم الحق في بلدهم مثل بقية اللاعبين، لكن ما وقع للجزائر في فترة الإرهاب من 1990 إلى سنة 2000 فرمل كل القطاعات بما في ذلك كرة القدم التي تقهقرت ولم نعد نستطيع بناء منتخب قوي لأن مستوى البطولة تراجع بشكل رهيب الأمر الذي جعلنا نلجأ إلى الاستعانة بخدمات المغتربين من الدرجة الثانية الفرنسية كحل مؤقت ليصبح المحترفون حاليا نواة المنتخب القوي الذي صار يشرف الجزائر في أكبر المحافل الدولية”. وعن سبب الاعتماد على هذا الحل من طرف القائمين على تسير الكرة الجزائرية لحد الآن أكد سعدان: ”الاتحادية الجزائري ترفض بناء مراكز تكوين عالية المستوى مثلما فعلت فرنسا مع كليرفونتين وبقيت المشاريع منذ 2009 مجرد كلام إلى اليوم، وفي النوادي الجزائرية لا أحد يقوم ببناء مركزاً للتكوين عدا فريق بارادو الذي يجد صعوبات جمة”. ”المنتخب الوطني لن يثاتر برحيل غوركوف” وواصل التقني الجزائري حديثه عن قضية الساعة وهي الناخب الوطني كريستيان غوركوف الذي ترجح الكثير من الأطراف قرب رحليه من العارضة الفنية للخضر حيث قال: ”لا أجد سببا مقنعا يجعل غوركوف يغادر المنتخب الوطني، إنه يقوم بعمل جيد، فهو مدرب هادئ ويتجاوب معه اللاعبون كثيراً، لكن إذا قرر المغادرة لأسباب شخصية، فلا أعتقد أن المنتخب سيتأثر برحيله”.