تدخّل والي ولاية عنابة لدى الشركة المكلفة بإنجاز أشغال الحديقة المتوسطية بمنطقة عين عشير، من أجل احترام آجال التسليم المحددة غضون الصائفة القادمة، ليعرف المشهد السياحي بعنابة دفعة تنموية استثنائية بعد ركود دام سنوات. على غرار ولاية وهران، أدرجت السلطات مشروع الحديقة المتوسطية في ولاية عنابة، وتحديدا بمنطقة عين عشير، التي كانت أوعيتها العقارية إلى وقت قريب محل نهب واستيلاء من قبل رجال المال والأعمال، علما أن امتداد الإسمنت في عين المكان كان قد قضى بشكل لافت على مساحات خضراء ممتازة كانت تلقب برئة ولاية عنابة، ليتم إدراج المشروع كوسيلة بديلة تمكن من وضع حد لتقدم عمليات الاستغلال العشوائي للعقار عبر الشريط الساحلي لعنابة، والمعروف بجماله وتنوع تضاريسه، كما يعتبر نقلة غير مسبوقة ونوعية للقطاع السياحي الذي ظلت مشاريعه حبيسة الأدراج منذ سنوات الثمانينيات، وما مشروع إعادة تهيئة المدينة القديمة وفتحها كفضاء للصناعات التقليدية من خلال إعادة الاعتبار للبنايات التاريخية القديمة الذي ظل يراوح مكانه لأكثر من 30 سنة، إلا دليل قاطع على التقدم البطيء للعجلة التنموية السياحية بولاية عنابة، التي التفتت السلطات أخيرا إليها من خلال التفكير الجدي في تحقيق مشروع القطب السياحي الذي سينطلق بتجسيد الحديقة المتوسطية. فعلى مساحة تقدر ب65 هكتارا وبغلاف مالي قدر ب35 مليار سنتيم، كانت قد انطلقت منذ قرابة السنتين أشغال التهيئة لبناء شاليهات، حظيرة عملاقة لركن السيارات، بحيرة اصطناعية، ملعب، حوض أسماك ومسبح إلى جانب أكشاك خشبية، وتمت مراعاة طبيعة المكان في إنجازها. من جانب آخر تتخلل هذه الحديقة ممرات غابية وممرات للراجلين تمكن الزوار من الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الأخاذة، وتتيح لهم فرص الاسترخاء والاستراحة وسط مرافق خدماتية ومرافق التسلية والترفيه. وعن نسب الإنجاز تجدر الإشارة أن المشروع برمته كانت قد تجاوزت نسبة إنجازه 70 بالمائة، ما يعني إمكانية تسليمه خلال الصائفة القادمة، وتحديدا شهر أوت القادم كأقصى حد، على اعتبار أشغال فتح المسالك وإنجاز الطرقات كانت قد بلغت نسبة 70 بالمائة، فيما بلغت أشغال الإنارة العمومية نسبة 60 بالمائة، وإنجاز قنوات صرف المياه القذرة ومياه الأمطار ال100 بالمائة. وبخصوص نسبة تقدم أشغال المنجزات فقد قاربت على النهاية، حيث بلغت نسبة إنجاز أشغال البحيرة الاصطناعية 85 بالمائة والأكشاك الخشبية 95 بالمائة، وتراوحت نسب باقي الهياكل بين 70 و90 بالمائة. تجدر الإشارة أنه إلى جانب هذا المشروع من المنتظر تسليم مشروع فندق شيراتون، في انتظار الفصل في مصير فندق سيبوس الدولي. وفي انتظار تهيئة منطقتي سرايدي وشطايبي السياحيتين، وفي انتظار تجسيد مشروع المحطة البحرية السياحية ليتغير واقع ولاية عنابة، التي ستسترد بعضا من بريقها الذي فقدته منذ العشرية السوداء إلى غاية السنة الفارطة.