استذكر العراقيون تاريخ 20 مارس 2003، وهو اليوم الذي غزت فيه القوات الامريكيةالعراق، عن طريق الكويت، بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل التي اتضح لاحقا أنها حجج واهية، والإطاحة بنظام صدام حسين ”الدكتاتوري”. بدأت حرب العراق في ذلك اليوم الاسود واستمرت حتى 15 ديسمبر 2011، وكان الغزو قد بدأ بالقوات المتعددة الجنسيات تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا. ووعدت واشنطن وقتذاك بإرساء الديمقراطية وجعل العراق بلدا للحريات والسلام ونموذجا يقتدى به في الشرق الأوسط. لكن بعد إعلان الجيش الامريكي انسحابه على أطلال دولة لم تسترد عافيتها حتى اليوم، ليبقى اللغز المحير الذي لم يُكشف عنه لحد الآن: ما هي الدوافع الحقيقية لالغزو وإلى ماذا انتهى؟ ويقول الواقع المر والفظيع إنّ ملايين العراقيين يعانون من ترد الاوضاع الامنية، ولعنة النزاعات الطائفية والدينية، والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية الذي استطاع أن يستوطن في البلاد. وأنّ العراقيين لا يرون أفقا لزوال عدم الاستقرار التي تشهدها البلاد والتهجير القسري بسبب ويلات الحرب. وفي السياق كشفت صحيفة ”وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مدى التنسيق بين الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش وطهران إبان غزو العراق. وقالت الصحيفة في مقابله أجرتها مع السفير الأمريكي السابق خليل زاد المخابرات الإيرانية ساعدت في الاطاحة برئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري واستبداله بنوري المالكي. وكان خليل زاد قد أصدر مؤخرا، مذكراته بعنوان ”المبعوث” وتحدث فيها بالتفصيل عن جولاته حينما كان سفيرا لواشنطن في كل من العراق وأفغانستان وكانت الحرب قد بلغت أوجها في المنطقة. وأشار السفير الأمريكي السابق إلى أن إدارة بوش وطهران أجرتا لقاءات سرية في أوائل عام 2003 في جنيف في محاولة لتشكيل نهج مشترك للعراق، في الوقت الذي كان واشنطن تستعد للإطاحة بصدام حسين، اتفقتا خلالها على تشكيل حكومة انتقالية في بغداد، مع توقع أن تكون بقيادة السياسيين الشيعة. وقال خليل زاد إن هذا التعاون السري انهار في ماي 2003 عندما قصف مسلحو القاعدة مجمعا للأجانب في المملكة العربية السعودية، واعتقد مسؤولون أمريكيون أن الهجوم خُطط له من قبل عناصر القاعدة كانوا مختبئين بإيران، وأن وحدة النخبة العسكرية، التابعة لفيلق الحرس الثوري الإيراني، وفرت لهم المأوى. وفي ذات الشأن أعلن البنتاغون عن مقتل جندي من المارينز بهجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية لم يعلن عنها في بلدة مخمور قرب الموصل. وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، في بيان، أن قوات المارينز كانت ”توفر الدعم الناري لحماية القوات في قاعدة التحالف التي أنشئت حديثا قرب بلدة مخمور شمالي العراق”.وذكر كوك أن عددا من الجنود أصيبوا بجروح، دون الدخول في التفاصيل. وفي السياق، أعلن الجيش الأمريكي عن إرسال قوة من مشاة البحرية الأمريكية إلى العراق لدعم جهود الولاياتالمتحدة والتحالف في الحرب لمحاربة ”داعش”، وأضاف أن قوة من مشاة البحرية الأمريكية موجودة على الأرض في العراق لدعم جهود الولاياتالمتحدة والتحالف ضد التنظيم. وأوضح إن مجموعة من مشاة البحرية تابعة للوحدة 26 ستعزز القوات الأمريكية الموجودة في العراق لمحاربة تنظيم ”الدولة الإسلامية”. بارزاني يجدد عزمه على إعلان الدولة الكردية وفي سياق ذي صلة، قال مسعود البارزاني، رئيس إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي في العراق، في كلمة ألقاها، يوم الأحد، بمناسبة أعياد الربيع ”النوروز”، إن النظام الفيدرالي المقترح حل مناسب لمستقبل سوريا، وأنه سيدخل في مفاوضات جدية مع بغداد حول الاستفتاء المزمع إجراؤه لإعلان الدولة الكردية، بشكل يمهد لتقسيم العراق. وأضاف رئيس إقليم كردستان العراق ”نصيبنا نحن الكرد من العراق كان القتل واستخدام الأسلحة الكيمياوية ضدنا وتدمير 4000 قرية كردية”. وأضاف البارزاني، أن ”شعبنا مُصر أكثر من أي وقت على الوصول إلى الكرامة والحرية، وأن يكون صاحب مصيره”. وكان برزاني دعا في وقت سابق إلى استفتاء غير ملزم على الاستقلال، لكنه لم يحدد موعدا لإجرائه. يذكر أن أكراد العراق سعوا في السنوات الأخيرة لتعزيز الحكم الذاتي في كردستان من خلال بناء خط أنابيب نفط إلى تركيا وتصدير النفط بشكل مستقل، في الوقت الذي ضعفت العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد بسبب تقاسم السلطة وعائدات النفط. ويواصل إقليم كردستان تصدير النفط بشكل مستقل بعيدا عن بغداد، كما استغل الإقليم وجود داعش، ليحفر خندقا بطول 652 ميل من شمال الموصل حتى أجزاء بمقاطعة ديالى ليكون حدود الإقليم بعد الاستقلال.