إن الجيوب تحت العيون مشكلة شائعة وليست بالضرورة تدل على مرض الكلى عند المرء، ومن أسباب ظهورها أمراض الكلية والقلب والتقدم في العمر وأمراض الكبد وأمراض الغدة الدرقية. إن أمراض الكلية مشتبه بها كسبب رئيس لظهور الجيوب تحت العيون. ويكمن الأمر في أن شذوذ الكلى الخطير كالتهاب كبيبات الكلى والمراحل المتقدمة من مرض التهاب الحويضة والكلية وسرطان الكلية، يرافقها فقدان البروتين. ويتميز المصابون بأمراض الكلى بوجه منتفخ على شكل كرة. من جهة أخرى، تدل الآلام في الصدر والتسارع في ضربات القلب وضيق النفس وتورم الرجلين على مشاكل قلبية يحددها الفحص من خلال التخطيط الكهربائي للقلب. وقال طبيب القلب ميخائيل بوغري: ”في حال إصابة الإنسان بأمراض القلب يظهر التورم على القدمين والساقين في البداية. ومن دون علاج يتقدم إلى فوق ليظهر أخيرا على الوجه. لكن هذه الجيوب تختلف عن الجيوب العادية التي يمكن ملاحظتها في الصباح. والجيوب تحت العين بحد ذاتها لا تعتبر أعراضا لأمراض القلب”. للإشارة، تفصل كمية صغيرة من النسيج الدهني العين عن محجرها. ومع التقدم في العمر يتعاظم حجم الأنسجة الدهنية ما يؤدي إلى بروزها إلى خارج محجر العين. ومعظم أولئك الذي يشكون من جيوب تحت العيون هم زبائن محتملون لجراح التجميل. أما الكريمات المختلفة المخصصة لتقليل حجم ”الجيوب” الدهنية فغير قادرة على ذلك. خلافا للجيوب يتعلق ظهور ”اسوداد” تحت العيون بتضاؤل حجم الدهون تحت البشرة، وهو ما تسببه قلة النوم أو فقدان الوزن السريع، وما يستتبعه من غور للعيون في محاجرها. ولا يشكل هذا الأمر تهديدا للصحة. وتجدر الإشارة إلى أن اللون غير الطبيعي لتلك الأماكن الداكنة هو البني المائل إلى الأصفر، يضاف إليه تورم اليدين وبخاصة الأصابع والحرقة والغثيان والألم تحت الأضلاع في الجانب الأيمن من الجسم. ويشير كل ذلك إلى أمراض الكبد. إن الحساسية والتهاب الملتحمة والتهاب جيوب الأنف وعدوى الجهاز التنفسي العلوي والتعب المزمن يميزها التورم. كما أن بعض الأدوية العلاجية يمكن أن تسبب احتباس السوائل في الجسم. وقد يكون لتناول حبوب منع الحمل المركبة آثار جانبية بما فيها التورم. ثمة سبب آخر لظهور الجيوب تحت العيون وهو مرض قصور الغدة الدرقية حينما يظهر التورم ليس تحت العينين فقط بل على اليدين والرجلين وحتى على الأعضاء الداخلية للجسم.