* القارة الأمريكية تصنّف لأول مرة خلف إفريقيا وتونس الأولى عربيا أشار التصنيف السنوي لمنظمة مراسلون بلا حدود، صدر أول أمس، إلى تراجع حرية الصحافة خلال العام 2015، في كامل أنحاء العالم، ولاسيما في القارة الأمريكية، التي صنّفت لأول مرة بعد إفريقيا. واستند معدو التصنيف الذي شمل 180 دولة، إلى مجموعة مؤشرات، تمثلت في التعددية واستقلالية وسائل الإعلام، والبيئة والرقابة الذاتية، والإطار القانوني والشفافية والبنى التحتية والتجاوزات، حيث احتلت الجزائر المرتبة 129 عالميا، وتصدرت تونس أحسن أداء للصحافة في العالم العربي، والمرتبة 96 في التصنيف العالمي. وأشادت المنظمة بتحسن الوضع في تونس التي تقدمت 30 مرتبة، وجاء المغرب في المرتبة 131، ولبنان 98، وقطر 117، والإمارات 119، ومصر في المرتبة 159، واحتلت المملكة السعودية المرتبة 165، وقال الأمين العام للمنظمة، كريستوف دولوار، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن جميع مؤشرات التصنيف تشهد على تدهور حرية الصحافة، مضيفا أنه ”ندخل في عصر جديد من الدعاية، حيث تتيح التكنولوجيا الجديدة المتدنية الكلفة نشر المعلومات الخاصة كما يراد منها”. وشهدت القارة الأمريكية أكبر تراجع في حرية الصحافة، لا سيما الاغتيالات التي استهدفت صحفيين في أميركا الوسطى، وفي أمريكا الشمالية، تقوم الولاياتالمتحدة التي احتلت المرتبة 41، برقابة معلوماتية، وتراجعت كندا بعشر مراتب، وفي أدنى الترتيب كما في السنة الماضية، صنفت سوريا في المرتبة 177، من أصل 180 في هذا التصنيف، مباشرة بعد الصين 176، وقبل تركمانستان 178، وكوريا الشمالية 179، وإريتريا 180. وفي إفريقيا، تراجعت بوروندي 11 مرتبة، لأن هذا البلد ”كان مسرحا لأعمال عنف حيال الصحافيين بعد ترشيح وإعادة انتخاب الرئيس بيار نكورونزيزا المثير للجدل”، وفي آسيا تراجعت اليابان 11 مرتبة، بسبب قيام العديد من وسائل الإعلام بينها العامة ب”الرقابة الذاتية حيال رئيس الوزراء خصوصا”. وحققت فنلندا، أداء جيدا، واحتفظت بمرتبتها الأولى للسنة السادسة على التوالي، وبعدها هولندا والنرويج. وإذا كانت أوروبا تبقى المنطقة التي تحظى فيها وسائل الإعلام بأكبر قدر من الحرية، لفتت منظمة مراسلون بلا حدود إلى ضعف نموذجها، مشيرة إلى ”تحريف مكافحة التجسس ومكافحة الإرهاب واعتماد قوانين تتيح مراقبة واسعة النطاق، وازدياد تضارب المصالح وتدخل متزايد للسلطات بوسائل الإعلام العامة، وفي بعض الأحيان الخاصة”، لتخلص إلى أنه ”يبدو أن القارة لا تتجه نحو مسار ايجابي”، مبرزة أنه تراجعت فرنسا سبع مراتب. وعبرت منظمة مراسلون بلا حدود، عن أسفها ”لأن حفنة من رجال الأعمال لها مصالح خارج ميدان الإعلام ينتهي بها الأمر بامتلاك الغالبية الكبرى من وسائل الإعلام الخاصة التي يجب أن يكون اتجاهها وطنيا”.