أجرت صحيفة ”ليكيب” الفرنسية حوارا مطولا مع الدولي الجزائري رياض محرز، تطرقت من خلاله إلى الكثير من الأمور التي صنعت من لاعب ليستر نجما فوق العادة، كما تطرقا إلى جانب من حياته اليومية وأجواء التدريبات في فريقه، وأيضا بداياته وسر نجاحه وتألقه، خاصة وأنه لاعب بدا من الصفر، في البداية أكد محرز بأن ما عاشه ويعيشه هذا الموسم مع فريقه الإنجليزي الصغير أمر لا يصدق، وهو ما يعيشه الجميع في إنجلترا وأوروبا أيضا، وذلك من خلال بروز هذا النادي المجهري، صاحب الميزانية المتواضعة، واللاعبين المجهولين، ليصنع كل هذا التألق ويقف سدا في وجه أكبر الأندية التي تضاهي ميزانياتها ميزانيات دول بأكملها في القارة الإفريقية، حيث قال محرز بأن تألق ليستر هو بريق أمل ونقطة انطلاق جديدة بالنسبة لباقي الأندية التي تعتبر من أندية الصف الثاني التي ستتمكن من الآن فصاعدا من مزاحمة الكبار في الدوري الإنجليزي، في حين أن بروز ليستر على حساب أندية عملاقة من حجم مانشيستر وأرسنال وتشيلزي قد حطم كبرياءها، وأجبرها على التفكير بشكل جدي في العودة إلى الأصول الحقيقية والأهداف السامية التي وجدت من أجلها كرة القدم، وليس المادة التي غطت كل جماليات هذه اللعبة. ”أضحك كثيرا عندما أتذكر بدايتي في فرنسا” قال الدولي الجزائري رياض محرز بأن الأجواء التي يعيشها اللاعبون في التدريبات داخل الفريق لا يمكن تصورها، وهي بعيدة كل البعد عما يتصوره البعض، من الصرامة والجدية التي يراها الكثيرون سر نجاح هذا الفريق، غير أن محرز أكد بأن العكس هو الصحيح، حيث لا يكف هو وأصدقاؤه خاصة فاردي عن الضحك ونشر الدعابات، إلى درجة أن محرز قد شبه نفسه بالكوميدي ذو الأصول المغربية جمال دبور، وأضاف محرز بأن رانييري لا يعترض على ذلك، لعلمه المسبق بأن هذه النقطة بالذات تزيد كثيرا من تقارب اللاعبين، غير أنه يطالبهم في كل مرة بالعمل بجدية والتركيز أكثر في التدريبات، وأضاف لاعب الخضر بأن اللاعبين في ليستر سيتي وخاصة هو وجيمي فادري وحتى ويست مورغان، يتعمدون في كل مرة العودة إلى تذكر بداياتهم في عالم الكرة المستديرة، وهي البداية التي كانت في غاية الصعوبة، غير أنها تدعوهم إلى الضحك في الوقت الحالي. ”الشارع علمني كرة قدم و”رانييري” عرف كيف يفجر موهبتي” ولا يستحي محرز عندما يقول بأنه تعلم أبجديات كرة القدم في شوراع مدينة ”سارسيل” الفرنسية مسقط رأسه، عندما كان يلعب كرة القدم في صغره مع أقرانه، حيث أكد الدولي الجزائري بأن ما تعلمه في الأزقة لا يمكن للأكاديميات أن تنقله للاعبين، موضحا بأنه لو أتيحت له الفرصة مرة أخرى، فسيفضل لعب كرة القدم في الشارع على تعلمها في المعاهد والأكاديميات، وقال رياض في هذا الشأن: ”لو كان بإمكاني أن أختار بداية جديدة، لاخترتها أن تكون من الشارع، لقد تعلمت المراوغات والانطلاقات، والدخول بالكرة، في الشارع، وهي أشياء تحتفظ بها إلى نهاية مشوارك، وهذا ما لا تجده في الأكاديميات الرياضية”، وأضاف محرز بأنه قد تمكن من تحسين الكثير من الأمور خلال تجربته مع لوهافر، حيث عمل على تحسين لياقته البدنية من خلال التركيز على العمل البدني، إلى جانب تعلمه أبجديات التكتيك الكروي، وخاصة كيفية التعامل مع وضعيات التسلل، قبل أن يضع رانييري مدرب ليستر على النجم الجزائري اللمسات الأخيرة التي جعلته يبرز في عالم المستديرة، لاسيما تلقينه كيفية الاعتماد على اللعب الجماعي، والمشاركة في اللعبة الدفاعية، والسعي من أجل الحصول على الكرة بدل الوقوف لانتظارها. ”التأكيد هو هدفي الموسم المقبل” وختم رياض محرز كلامه بالحديث عن الموسم القاد، حيث قال بأنه كان يتمنى لو أن الموسم الذي يعيشه حاليا مع ليستر لا ينتهي، لأن تكرار هذا السيناريو في الموسم المقبل أمر صعب للغاية، ومن المستحيل أن يعيشه الفريق بهذه الجمالية، خاصة وأن ضغطا كبيرا سيمارس على ليستر الموسم القادم من أجل الدفاع عن صورته، كما أنه قد يقع ضحية لتكالب الأندية الكبيرة على لاعبيه المتألقين خلال الموسم الحالي، وهو ما دفع الدولي الجزائري للقول أن هدفه الموسم القادم هو تأكيد المستوى الذي ظهر به مع الثعالب هذا الموسم ومحاولة كسب المزيد من الخبرة التي ستفيده مستقبلا لا محالة.