تحتضن تونس، اليوم، فعاليات الدورة ال34 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، بمشاركة الجزائر، أين ستكون أزمتي ليبيا وسوريا على رأس جدول الأعمال. وقالت الخارجية التونسية في بيان لها أنه ”يؤكد احتضان تونس لهذا الاستحقاق المغاربي الهام، تعلق بلادنا بالوحدة المغاربية كخيار استراتيجي، وحرصها على دعم مسيرة اتحاد المغرب العربي وتفعيل آلياته، والسعي إلى الدفع بالعمل المشترك، بما يستجيب لتطلعات شعوب المنطقة إلى الاندماج والتكامل”. وأضافت أن الاجتماع يأتي في ”إطار التجاوب مع مستجدات المرحلة الحالية عربيا وإقليميا ودوليا، وما تطرحه من تحديات مشتركة على جميع الأصعدة”. وحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية، فإنه سيتناول اجتماع وزراء الخارجية مواضيع إقليمية عدة، في مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا، في حين ينتظر أن تنطلق مشاورات لتعيين أمين عام جديد لاتحاد المغرب المغربي خلفا للأمين العام الحالي الحبيب بن يحيى، وقد تم ترشيح وزير الخارجية التونسي السابق الطيب البكوش. وعشية عودة الاجتماع المغاربي، تجددت اتهامات الرباط بتحميل مسؤولية عرقلة أجهزة المنظمة المغاربية إلى الجزائر، إذا حملتها التسبب في تأجيل اجتماعات الاتحاد خلال العام الماضي، وفي ذلك استغرب الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة، إبراهيم بولحية، في تصريح سابق ل”الفجر”، تصريحات وزير الخارجية المغربي عندما قال إن الجزائر هي من قامت بعرقلة الاتحاد المغربي، مقدما شهادته في الموضوع باعتبار أنه شغل منصب رئيس مجلس الشورى في الاتحاد المغرب العربي ورئيس شعبة الجزائر بمجلس الاتحاد المغربي، وقال أن الإحصائيات تثبت أنه منذ بدء مسار تأسيس الاتحاد في 1988 بزرالدة، إلى حد الآن، كانت دائما المغرب تعمل على عرقلة المشروع وإفشاله، ودليله في ذلك أن الجزائر وافقت على إبرام 37 اتفاقية مع دول المغرب العربي، وتونس 30 اتفاقية، ليبيا 35 اتفاقية، وموريتانيا صادقت على أغلب الاتفاقيات، باستثناء المغرب لم يصادق إلا على 6 اتفاقيات من ضمن 37 اتفاقية، وتابع أن ”هذه المسالة مهمة جدا ويجب أن تظهر للعيان”، ونعرف من يعرقل الاتحاد، فالمغرب هو من يرفض حضور مؤتمر قمة الاتحاد المغرب منذ 94، وكلما تقدم المشروع وضع مسمارا في نعش الاتحاد”. ولا يمكن عزل اجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي عن ”الإسفين” الذي دق في القمة الخليجية المغربية مؤخرا، أين استهدفت التباعد بين دول المغرب الكبير.