سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكثر من 50 مليون إفريقي مهددون بالمجاعة نتيجة شح المحاصيل وتقلبات المناخ الأمم المتحدة تناشد برصد أكثر من 650 مليون دولار و7.9 مليون طن من المواد الغذائية لاحتواء الكارثة
نشرت صحيفة ”الغاردين” البريطانية، يوم أمس، تقريرا على موقعها الإلكتروني، قالت فيه إنّ المجاعة أصبحت تهدد أكثر من 50 مليون أفريقي بسبب قلة المحاصيل الزراعية والتقلبات المناخية. وقال التقرير إنّ القارة التي يعيش بها أفقر البشر على وجه الأرض تعاني أسوأ أزمة غذاء منذ عام 1985، وأنّها تعرف للسنة الثانية على التوالي ندرة في الأمطار مما يهدّد بحدوث كارثة نسانية، مشيرا إلى أنّ البلدان المانحة أخلت بتعهداتها بتقديم الأموال، وأنه قد يفوت الأوان عن تقديم المساعدات في ظل الحروب وتفاقم أزمة اللاجئين. أفاد التقرير أنه تزامنا مع إعلان موسم الحصاد وحفلات الزفاف لملء البطون في جنوب ملاوي، لم تجد عائلات ما تسد به رمقها، واصفا الوضع ب”الكارثة”، نتيجة تحمل الأطفال في الجنوب الإفريقي وطأة الجفاف المدمر الذي ساد المنطقة خلال العام الماضي، ما دفع عائلات في جنوب ملاوي وزمبابوي إلى الاعتماد على أوراق الشجر أو شوربة البطيخ في وجباتها. وأفاد التقرير أن 31 مليون بحاجة الآن إلى غذاء، و20 مليون آخرين ستنفد مدخراتهم الغذائية العام المقبل. ويضيف التقرير نقلا عن إحصائيات الأممالمتحدة، أن 10 ملايين في أثيوبيا و6 ملايين في جنوب السودان، مهددون بالمجاعة بسبب الفيضانات والجفاف، وأنهم بحاجة إلى الغذاء بشكل عاجل. وأشار التقرير إلى أن قساوة المناخ شرقي وجنوبي إفريقيا أدت إلى إصابة مليون طفل بسوء التغذية الحاد وإلى شح المواد الغذائية عن 32 مليون شخص. وأشار التقرير إلى خشية منظمة إنسانية إيرلندية وقلة حيلتها من نفاد مخزون غذاء عشرات الآلاف من صغار المزارعين في جنوب ملاوي بحلول شهر أوت، وإلى انعدم مصادر قوتها مستقبلا، ما يهدد أطفالها بالموت جوعا. وتابع التقرير أنّ هذه البلدان ستفيق على أخطر أزمة غذاء عالمية منذ ال25 عاما الماضية، كتلك التي تسبب فيهل إعصار النينيو عام 1982، مضيفا أنّ الجفاف والرياح الحارة خربت أنحاء عديدة من الهند وأمريكا اللاتينية وأجزاء من جنوب شرق اسيا. غير أنّ أسوأ أثار هذه الظاهرة الطبيعية التي بدأت مع سخونة المياه بفعل الاحتباس الحرارى في المنطقة الاستوائية من المحيط الهادئ، سيمتد مفعولها إلى إفريقيا الجنوبية، التي تشهد شُحا في الأمطار للسنة الثانية على التوالي. ولفت التقرير إلى أنّ نطاق الأزمة شمل أكثر من 10 بلدان جنوب القارة الإفريقية، الأمر الذي أحدث صدمة في الأممالمتحدة، التي كانت تظن أنّ المجاعة التي حدثت في أثيوبيا عام 1985، ربما كانت آخر كارثة قد تتعرض لها القارة، وتطالب الأممالمتحدة الدول المانحة برصد أكثر من 650 مليون دولار و7.9 مليون طن من المواد الغذائية، فورا، قبل تفاقم الأزمة.